ملايين رخيصة ولا عبون أرخص
هشام السلمان
لم تشهد مواسم الكرة العراقية على الاطلاق ( فورة ) في اغراءات العقود للاعبيها مثلما شهدته هذه الايام .
الطريف ان اغلب اللاعبين الذين قرروا الانتقال الى فرق جديدة من اجل الحصول على هذه العقود لم ( يصدقوا ) انفسهم انهم يُوقعون على ( العقد ) لان حلمهم لم يصل بهم الى هذه المبالغ مرة واحدة ، ومثلما علق أحد اللاعبين المغمورين حينما قال : ( صار عقد موسم واحد يُعادل عقد ثلاثة مواسم سابقة ) ولك ان تقيس ما الذي اصاب ( العقول ) الادارية حتى ترفع ( بورصة ) العقود الى هذه الدرجة .
يعتقد الكثيرون ممن يُتابعون حاليا عملية الاغراء المادي والتنقل العشوائي وقتل روح حب النادي والانتماء اليه عند اللاعبين والتي كانت حتى مواسم قريبة احد اهم صفات اللاعب العراقي حتى وان كان محترفا لكن يبدو ان شيئا من هذا القبيل لم يكن موجودا بعد ان تناثرت بفعل مؤثرات شتى والتي اعشت بصيرة البعض عن رؤية ماهو واقعي وصحيح وما على العكس تماما فصار ذلك اللاعب الذي قارب الاعتزال وهو لم ينطح كرة برأسه لقصر قامته صار يُباع بأضعاف اضعاف سعره الذي كان حتى الموسم الماضي قد اخذه من ادارته ( بالواسطات ) والتوسلات ! أو ذلك الحارس الهزيل الذي كان يحلم ان يكون احتياطيا يستلم الملايين !
لهذا نرى اليوم ملايين تدفع بدون وجع قلب أو تناول حبات البراستيول لتخفيف الالم !!!
نعتقد ان فورة الملايين التي بات يتهافت عليها لاعبو اليوم فانهم لم نجد حتى الان بينهم من يُمثل اسما كرويا لامعا او جماهيريا بل الذين تهافتوا سألنا عنهم فكان الجواب ان مدربيهم استغنوا عن خدماتهم وهذا يعني انهم ( رخيصين )ويقبلون باقل العروض ، ولكن من يدير (السمسرة ) يعمل بالمقلوب لان الدنيا اليوم عبارة عن (فلتان) بالامن والنظام فكيف هو الحال بالاتفاق الذي يأتي كما يقولون من وراء العباءة !!!
السم معي !!؟