الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دولتنا افلاطونية المظهر ملا عليوي الجوهر

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس

دولتنا افلاطونية المظهر ملا عليوي الجوهر

هاشم حسن التميمي

 

 لم اجد توصيفا دقيقا   لواقع دولتنا وما نتح عنها من حكومة وبرلمان  ومجتمعات فرعية وسلطات ومناصب متعددة الا بالقول الماثورة لعالم الاجتماع المشهور علي الوردي حين وصف الشخصية العراقية المتصدرة للمشهد العام  للسلطات والمجتمع في حينها (  فلاطوني المظهر ملا عليوي الجوهر). ومازال الحال كما كان ونزيد عليه انهيارات واهتزازات في كل المجالات لاتكفيها الاف المقالات والدراسات.

وتكاد ان تكون هذه العبارة الساخرة نظرية اجتماعية نفسية تفسر الروح الازدواجية للشخص  العراقي وللمظاهر المجتمعية ونلمس ذلك كل يوم وفي ادق التفاصيل وعبر الازمنة المختلفة…. فحين تتجول في ارقى واقدم شوارعنا تجد موديلات السيارات الحديثة من جي كلاس وتاهو و ولانج روفر ، فتظن اننا  في شوارع  لاس فيغاس وهوليود ولم تعق تقودها شخصيات مرموقة بل تتصدر القيادة عاهرات ومرتزقة بهويات مهنية  وحين تنظر…في شارع الرشيد والجمهوري  ستجد  مايزاحم وينافس هذه الحداثة تكاتك وستوتات و عربات تجرها الحمير والبغال وخيول متهالكة فتعتقد انك في القرن الثالث الهجري… ولعل  الكثير من المظاهر العامة تحمل هذه الازدواجية فمستشفيات ودوائر خدمية وجامعات جذابة المظهر  خاوية الجوهر…وشخصيات في مكاتب  ومناصب كلفت مليارات الدولارات ، لاعطاء ولا خبرة  ولا ابداع  ولا هوية،  وحتى بدون اخلاق ..والعحيب اننا نتحدث منذ  ربع قرن عن الحكومة الالكترونية والبطاقات الذكية…وحين تراجع المرور العامة لاصدار احدى الوثائق تدخل بعشرات الدهاليز والممرات الالكترونية ، وفي نهاية الامر لا تصدر الوثيقة الا بعد مراجعة المخازن للتدقيق اليدوي في ملايين الوثائق والعذر. لم يتسن لنا خزنها الكترونيا. وهذا حال اغلب الوزارات،والمثال الاخر كما اخبرني احد الزملاء انه اراد  استخراج بطاقة سكن مفقودة فاكتشف استبدال الاجراءات القديمة مثل نشر اعلان في  احدى الصحف  واستبدال ذلك بالمثول امام قاضي التحقيق…اكتشف صاحبنا ان مركز الشرطة تغير مكانه بعد اكثر من نصف قرن من مكان معلوم في الشارع العام الى زقاق وبدون وضع قطع تعريفية  في الشارع المؤدي اليه. وصدر تاييد من القاضي بصحة ادعاء الفقدان  وعرض الامر على مكتب المعلومات  الذي يحتفظ بكل الاوليات عن سكان المنطقة. لكنه رفض اصدار  بطاقة جديدة رغم مصداقية الارشيف الالكتروني. فالتعليمات الجديدة تعشق ( الملا عليوي) وتحن للعصر العثماني   ويتطلب الامر المثول امام المختار  واحضار شهود من المنطقة  والتوقيع على استمارة تؤيد انك من سكنة هذا الزقاق ، ولم تكتمل الحكاية فالبيرقراطية ترسم دوراً لمجالس البلديات التي الغاها الشعب وابقتها المحاصصة وهنالك استمارات واستنساخ ملون وتاييد من الاستخبارات….ثم تعود  بعد جهد جهيد لمكتب المعلومات لتحصل على  بطاقة السكن بعد اجراءات روتينية غبية ،والصحيح ان مكتب المعلومات وحده هو المخول بذلك ويمتلك معلومات حصرية عن كل السكان ضمن حدوده الجغرافية وان المختار والمجلس البلدي حلقات غير ضرورية واثقال للمواطن وهدر لوقته ولوقت الحكومة

الم اقل لكم صدق الوردي واننا دولة افلاطونية المظهر وملا عليوي الجوهر وابحثوا في جيوب كل المسؤولين الافندية فستجدون فيها  ( العكل) وسبحة 101  ومحابس  متعددة للمحبة والرزق وجلب الحظ وفي سياراتهم ام سبع عيون لمنع الحسد وتحت الابط بازبند   ضد الرصاص   يحوي بقايا من طير الهدهد او عظمة  (عرج السواحل التي يجلبها القنفذ من مكان مسحور)يمنح قوة مرور لاهم واخطر الاماكن  وبمثابة فيزة مرور. للبيت الابيض…!؟ اننا نعيش عصر الخرافات في زمن ماسك المثير وشريحاته المجنونة التي ستغير الكون ونحن نترقب بلاغات ابو علي الشيباني وليلى عبد اللطيف…!

 

 

 

 


مشاهدات 50
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/01/12 - 6:05 PM
آخر تحديث 2025/01/13 - 4:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 109 الشهر 5912 الكلي 10095877
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير