حين سكت أهل الحق عن الباطل.. توهم أهل الباطل أنهم على حق.
عبـــاس العــــرداوي
…نعم صدق أمير المؤمنين حيث تُنقل عنه هذه الكلمة التي أصبحت في هذه الأيام واقعنا الذي نعيشه للأسف لا سيما مع ماكنات إعلامية ضخمة موجهة إلى حد بعيد لتزييف الحقائق في الوقت الذي تمر به إسرائيل وأميركا، ومن يقف إلى صفها بمراحل صعبة اقتصادي وسياسي وعسكري وأمني في المنطقة وعموم غرب آسيا يتعكز إعلامها على آلة القتل الرضيع والجبان اتجاه عُزل في غزة أو الاستغلال لعصابات تكفيرية بسطت نفوذها بعد غياب من كان يواجهها على مدى عقد وأكثر من الزمن.
لا أحد ينكر أن طبيعة القدرات بعد استشهاد مئات القادة والمستشارين العسكريين لم تختلف أو تتراجع، أو أن الجبهة اللبنانية بعد استشهاد قائدها لمّ تتأثر وتتقهقر كلا وألف كلا.
فذاك ليس منطق العقلاء ولسنا في زمن المعجزات؛
للحرب أدواتها وأشكالها وخسارة بعض الجولات قد يُعزز النصر لاحقاً لا سيما.
أننا موعودون بنصر الله، وغلبته إن غلبنا
أنفسنا الأمارة بالسوء،
فهذه إيران مجددا إعادة تموضعها حيث ما زالت في استراتيجية التطويق للكيان الصهيوني الغاصب حيث نسجت علاقة جديدة مع مصر وبداية عهد جديد من العلاقات بين مصر وإيران سينعكس إلى حد بعيد على حسن العلاقات الثنائية بين إسرائيل ومصر من جهة أخرى.
وسياسة الجمهورية الإسلامية في تحويل التهديدات الحقيقة والوجودية إلى فرصة ليس بالجديد.
تجربتها مع طالبان خير شاهد. وهي اليوم تُعيد حساباتها. بعد خسارة سوريا لتنسيق الجهود مجددا مع الكورد ( قسد ) ومع العلويين وبقية الأقليات التي لن تستطيع العصابات التكفيرية من احتواها مهما غيرت من جلودها لا سيما أن محل التفاوض هو أنقرة، وليست دمشق وتركيا تدرك جيداً أن لدى إيران من الأوراق المهمة التي يمكن استخدامها في وضع الأمور في نصابها الصحيح،
لا سيما الورقة الكوردية التي نسجت علاقتها مع الجمهورية الإسلامية في أفضل حالاتها من تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في مجتمعها؛ مما انعكس على الكورد في المنطقة أرمينيا العراق تركيا سوريا ….
أما مع الخليج ودوله البائسة وحكوماته الهشة، فقد أدركت أن أنها لا قدرة لديها للانخراط خلف المشروع الصهيوني للأخير.
فجدرانها الزجاجية لن تصمد أمام أبسط مسيراته أو صواريخه وخصوصا، وهم يرون العجز الأمريكي أمام القدرات الحوثية لأنصار الله من حرق المدمرات وقطع الطرق البحرية إلى الصواريخ الفرط صوتية لهذا دخلت جرابيع العرب من إمارات وسعودية وبحرين جحر الضب لا ألا يصيبها غضب اليمانيّ.
وأما لبنان وحزب الله، فقد أدى ما عليه وأكثر، فبعد الذي جرى عليه من صبر وصمود فاق الحدود فما يقرب من 300 ألف منزل ومبنى مهدم ومئات القادة شهداء والألف من الشبان، فقد سجل أسطورة العز بالثبات أمام عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة التي سقطت على أرضه وهي تستهدف رايته الصفراء التي امتزجت بدماء سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وآخرين ممن انتخبهم الله، واصطفاهم شهداء من القادة العسكريين في حزب الله.
ها هو يُعاود البناء والإعمار ودفن الشهداء وتطيب الجروح، ولم يسلم سلاحه، ولم يركع لعدوه وهو يستعد لمرحلة جديدة من المقاومة
أما الجبهة العراقية التي تزهوا بعز وفخر وجود
القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتزاحم من أجل الحفاظ على وحدة العراق وشعبه واستقراره وأمنه فالكل يناقش ويتحاور ويختلف ويتفق على أساس واحد هو وحدة العراق ومنع تكرار مشهد 2014 والاستعداد التام لمواجهة أي خطر والتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية لمنع المساس بمصالح العراق وشعبه ومنع استهدافه وحشده المقدس وعدم السماح بالتدخل بسياسته الداخلية ولاسيما مكوناته الاجتماعية والسياسية؛
الفصائل المسلحة شأن عراقي
والحشد الشعبي شأن عراقي
والمرجعية كانت واضحة وصريحة أنها غير مستعدة للاستماع إلى أي طرف يناقش بحل الحشد الشعبي (كما حدث في رفض استقبال المبعوث الأممي الخاص في المرة السابقة.
والحكومة ومجلس النواب والأغلبية السياسية هذا هو موقفها، بل يعمل الجميع على تعزيز قدراته العسكرية والأمنية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة بعيداً عن التهديدات الإسرائيلية أو الأمنيات الاترامبية إن صحت هذه العبارة.
إن عملية التضليل التي مارسها بعض القيادات السياسية هي عروض سياسية بامتياز لقبول عمالتهم والاعتماد عليهم في عملية الإصلاح الشكلي للسياسة (بالمزاج الأميركي).
وقد جاءت منسجمة مع بعض المرضى النفسيين من السياسيين للمكون الآخر من المهزومين في الواقع ليصدروا أنفسهم بالحريصين على الوحدة الوطنية بدون الحشد الشعبي واي وحدة تلك التي تستلزم أن نقطع أيدينا ليقبل أن يصافحنا الآخر وكيف لنا أن نصافح بأيدي مقطوفة!؟
بين طيات هذه الأمنيات وهذه الأباطيل، وهذا التضليل يراد لنا أن نصدق السراب، وأن نبقى عطاشا حتى نرد المناهل الأميركية والبريطانية، ولكننا نصبوا نحو كوثر علياً الذي يسقي الشرفاء والمخلصين من الصابرين والواثقين بالله وبالمؤمنين الصالحين.
فبعد كل هذا علينا أن نثق أننا اقويا وهم الضعفاء
نعم نحن أقوياء بفضل الله تعالى، ودعاية الأعداء لا سيما اليهود وبني أمية وغيرهم من أعداء أهل البيت -عليهم السلام- لم تتوقف منذ القِدم، وما زالت قائمة حتى يومنا هذا.
إن الزلزال الشديد الذي ضرب أركان البيت العلوي في منطقتنا ليس بالشيء الجديد، فلقد ألِفنا الحرب والقتال منذ صدر الإسلام الأول، وما زال مشروعنا ينمو ويكبر، رغم ما يتعرض له من هزات عنيفة وحملات تشويه لا تقل ضراوة عن حروب الميدان، ولا شك أبدا أن عاقبة مشروعنا الإسلامي هذا إلى خير …. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ أسۡتيۡعِفُواْ فِي ألۡأَرۡضِ، وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ