من هو المتجاوز ؟
صلاح الربيعي
كثيرا مانسمع الشارع العراقي وهو يتداول كلمة التجاوز وهذه الكلمة مزيج بالتوصيف مابين التجاوز على حدود القانون او التجاوز على الاعراف الاجتماعية السائدة ويصاحب هذه الكلمة مسميات اخرى ارتبطت بالعوائل التي لاتملك دارا او قطعة ارض سكنية والتي ليس لها القدرة على دفع مبالغ بدلات الايجار الفاحشة مما يضطرهم ذلك بالتوجه الى الاماكن العشوائية في اطراف المدينة وما حولها من الاماكن ليبنوا فيها سكنا لهم من مادة البلوك او الطين تفتقر الى أبسط مقومات الحياة من الخدمات اطلق عليها صفة الحواسم كون تلك الظاهرة تفاقمت وجاءت متزامنة مع حرب الخليج الثانية عام 1990 التي سميت بمعركة الحواسم ووفقا للقانون العام تعتبر تلك الحالة بالتجاوز على القانون ولكن قبل ذلك علينا أن نعرف السبب الاساس لتلك المشكلة ونتسائل من الذي يعتبر متجاوزا هل هو المواطن أم الحكومة؟ وعند العودة للدستور والقوانين النافذة والتمعن بحقوق المواطن على حكومته بشكل دقيق سيتبين لنا بان الحكومة هي المتجاوزة على حقوق المواطن وبشكل سافر وهي التي سلبت حقوقه الشرعية والدستورية وحرمته منها دون اكتراث حيث كفل الدستور للمواطن حق السكن اللائق والعيش الكريم والرعاية الصحية والاجتماعية وضمان سلامته والحفاظ على حياته والدفاع عنه وعن كرامته مهما كانت الظروف ولكن للاسف هذا لم يتحقق أبدا وبهذا تُعتَبر الحكومة هي المتجاوزة على حق المواطن حتى أجبرته على ان يكون ضمن صفة المتجاوز وبهذا على الحكومة ان تعيد النظر بسياستها هذه تجاه مواطنيها قبل ان يطفح الكيل ويثور بركان الغضب الشعبي وحينها أحد لن يتمكن على اخماده أبدا .