حُب الذات ليس أنانية
لارا فراس مجيد
يمثل حب الذات، الأعتزاز بقيمة الذات الانسانية للفرد وتقديرها، والرغبة في رعاية صحتها وسعادتها.
إنه الاعتراف باستحقاق الحب والاحترام، وبالقدرة الفعلية على تحقيق الأهداف والطموحات لمن يعتد بذاته. بعبارة أخرى فأن حب الذات هو أساس الثقة بالنفس، والتقدير الذاتي، والرضا عن الحياة، والاكتفاء بما يملك الفرد.
ويعد حب الذات امراً ضرورياً للأسباب الآتية:
•أساس العلاقات الصحية: فالشخص الذي يحب نفسهِ يكون قادرا على بناء علاقات صحية مع الأخرين.
•محركاً لتحقيق الأهداف: ان حب الذات يمنح الدافع والطاقة اللازمة لتحقيق الأهداف، لأنه يجعل الفرد يؤمن بقدراته، وأنه فعلاً يستحق الأفضل.
•صحة نفسية أفضل: إن حب الذات يساهم في تحسين الصحة النفسية، ويقلل من خطر الأصابة بالأكتئاب والقلق.
لكن يجهل الكثير من الناس الفرق بين حب الذات والأناينة، إذ تمثل الأناينة التركيز على الذات على حساب الآخرين، والتلاعب بهم لتحقيق مصالح شخصية. بينما حب الذات هو الأعتناء بالذات ضمن حدود لاتضر الآخرين، بل قد تساهم في تعزيز العلاقات، وان الشخص الذي يحب نفسهِ يعطي للآخرين بكل حُب؛ لأنه يشعر بالأمتلاء والسعادة الداخلية، وهذا جوهر الانسان المتصالح مع نفسه.في الختام يجدر القول بأن حب الذات ليس رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق السعادة والرفاهية، وهو أساس للعطاء والتواصل مع الآخرين وعندما يحب الإنسان نفسه، سيكون قادراً على تغير حياته نحو الأفضل، وسيسعى دوما الى انتاج وتقديم الاشياء المثمرة والسخية في مختلف مجالات الحياة، وان الشخص الذي يحب ذاته ليس نرجسيا، بل هو شخص ادرك قيمة نفسه، وعمل على الاعتداد بها ورفض اشكال التقليل والانتقاص من شأنه.