الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فرنسا تشكك بإحياءعلاقاتها الثتائية مع الجزائر

بواسطة azzaman

الجزائر تعيد إلى فرنسا مؤثرا رحّلته باريس

فرنسا تشكك بإحياءعلاقاتها الثتائية مع الجزائر

باريس - سعد المسعودي

باريس - سعد المسعودي

أعادت الجزائر إلى فرنسا مساء الخميس المؤثّر الجزائري «بوعلام» الذي كانت باريس رحّلته في اليوم نفسه إلى بلده، وذلك بعدما منعته السلطات الجزائرية من دخول أراضيها، وفق مصدر أمني فرنسي.والمؤثر الذي أوقف في مونبلييه في جنوب فرنسا على خلفية فيديو على منصة تيك توك يدعو إلى العنف، كان قد رُحّل على متن طائرة أقلعت من باريس عصر الخميس، وفق محاميه.

وكان توتر العلاقات الفرنسية – الجزائرية قد عاد الى الواجهة  بعد تصريحات  وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد أن بلاده تساورها “شكوك” حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الباردة بين البلدين ، لاسيما بعد  التصريحات  النارية  التي اعقبت  قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف  في الجزائر منذ عدة أسابيع .

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة “أر تي إل” الواسعة الأنتشار  “لقد وضعنا في 2022 خريطة طريق  ونود أن يتم الالتزام بها».وأضاف “لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكا حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه,لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».وأضاف بارو  مؤكدا ماطالب به الرئيس ماكرون ، معربا عن قلقه البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به  الروائي بوعلام صنصال ومحاموه.

و الكاتب صنصال (75 عاما)  وهو معارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر، وهو موجود منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر في وحدة علاج طبي. واوضح بارو “أنا قلق بشأن حالته الصحية و فرنسا متمسكة جدا بحرية التعبير وحرية الرأي وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

«الرئيس الجزائري يوضح»

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تناول  للمرة الأولى الأحد الماضي قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفا إياه ب”المحتال” المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب “2084: نهاية العالم” في 16 تشرين الثاني/نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت اليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات والتي تعدّ “فعلا إرهابيا أو تخريبيا  كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

واشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده “ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر  لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في تموز/يوليو بعد تبني الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

 ويشير الوزير الفرنسي إلى نتائج زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أغسطس 2022، حيث التقى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وعبر الجانبان حينها عن الرغبة في بدء صفحة جديدة والمضي في تسوية ملف الذاكرة الاستعمارية، قبل أن يعود التوتر إلى العلاقات على خلفية عدة ملفات.

«باريس توقف جزائريين بشبهة الأرهاب والعنف»

أوقفت السلطات الفرنسية هذا الأسبوع مؤثرين جزائريين يحظيان بمتابعة واسعة على منصة التواصل الاجتماعي تيك توك، للاشتباه في تحريضهما على الإرهاب ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا.

ويأتي توقيف المؤثرين في بريست في غرب فرنسا وغرونوبل في جنوب شرق البلاد في ظل توترات سياسية متزايدة بين باريس والجزائر. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد عن “شكوك” بشأن التزام الجزائر اتباع خريطة الطريق التي وضعها الجانبان عام 2022 لتعزيز العلاقات وتجاوز مخلفات حقبة الاستعمار.

أوقف الناشط المعروف باسم “عماد تانتان” الجمعة في ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو يحث المتابعين على “الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية».

تم حذف الفيديو لكن وزير الداخلية الفرنسي اليميني المتشدد برونو ريتايو نشر مقطعا منه على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفه بأنه “وضيع».وحذّر ريتايو قائلا “لن يمر أي شيء بلا حساب».

ومن المقرر أن يمثل الناشط البالغ 31 عاما أمام قاض الأحد بهدف توجيه اتهامات إليه ووضعه رهن الحبس الاحتياطي قبل محاكمة سريعة الاثنين، بحسب ما قال المدعي العام الإقليمي إريك فيلان.

دخل “عماد تانتان” فرنسا في كانون الأول/ديسمبر 2021، وتقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة في آب/أغسطس 2023 بعد زواجه من امرأة فرنسية. لكن طلبه قوبل بالرفض، وصار مهددا بصدور أمر ترحيل.

وقال مصدر في الشرطة طلب عدم ذكر اسمه إنه أوقف مع شقيقه التوأم، مضيفا أن تفتيش منزلهما كشف عن الأجهزة المستخدمة في تصوير الفيديو الذي حقق أكثر من 800 ألف مشاهدة. ولم يقدم المدعون تفاصيل بشأن وضع الشقيق.

في القضية الثانية، تم إيداع جزائري يبلغ 25 عاما تم التعريف عنه باسم يوسف أ. لكنه يشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي باسم “زازو يوسف”، الحبس الاحتياطي الجمعة في مدينة بريست، وفق ما أفاد المدعي العام كامي ميانسوني في بيان.

وأوضح أنه سيحاكم في 24 شباط/فبراير بتهمة “التحريض علنا على عمل إرهابي”. وأضاف في البيان أنه يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات وغرامة قدرها 100 ألف يورو في حال إدانته.

ظهر “زازو يوسف” في مقطع فيديو نُشر على تيك توك في 31 كانون الأول/ديسمبر، يدعو فيه إلى شن هجمات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر. وكان المشتبه به يعيش في فرنسا بموجب تصريح إقامة موقت.

وقالت شركة تيك توك إن الحساب الذي نشر منه الفيديو تم حظره بسبب نشره عدة مقاطع تنتهك قواعدها بشأن خطاب الكراهية.

«علاقات متوترة بسبب الصحراء المغربية»

تصاعدت التوترات بين فرنسا والجزائر بعد أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون الدعم الفرنسي للسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها خلال زيارة تاريخية للمملكة العام الماضي.والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تخضع معظمها للمغرب بحكم الأمر الواقع. لكن جبهة بوليساريو تسعى لتأسيس دولة مستقلة في الإقليم، وتطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير، وتحظى بدعم الجزائر.وايضا يقبع الروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، وهو شخصية بارزة في الأدب الفرنكوفوني الحديث، في السجن بالجزائر منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بتهم تتعلق بالأمن الوطني.

من جهته، اعتبر المعارض الجزائري شوقي بن زهرة الذي لجأ إلى فرنسا بعد مشاركته في الحراك المؤيد للديموقراطية عام 2019، في تصريح لوكالة فرانس برس أن “زازو يوسف” و”عماد تانتان” انضما إلى “الحرب التي يشنها النظام الجزائري في فرنسا».واتهم بن زهرة السلطات الجزائرية بتعبئة عدد “كبير” من المؤثرين الذين يدعون إلى “العنف”، لافتا إلى أنه رفع شكوى الجمعة في مدينة ليون بسبب تهديدات وجهها له “عماد تانتان».

دخلت العلاقات بين  فرنسا والجزائر مرحلة توتر غير مسبوقة بعد استدعاء الحكومة الجزائرية   للسفير الفرنسي لتقديم احتجاج رسمي على ما وصفته بـالأعمال العدائية الفرنسية

وتأتي هذه التطورات الجديدة على خلفية اتهامات تتعلق بمحاولات فرنسية لزعزعة استقرار الجزائر، مما يزيد تعقيد المشهد الدبلوماسي بين البلدين في سياق أزمة طويلة الأمد.

واستدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي لديها، ستيفان روماتيه، لتسجيل احتجاج رسمي على “الاستفزازات المتكررة والأعمال العدائية” التي تتهم الجزائر فرنسا   بارتكابها.وارتبطت هذه الاتهامات بتحقيق بثته القنوات الرسمية الجزائرية، أظهر شهادات عن محاولة مزعومة من قبل ضابط فرنسي لتجنيد أحد الجزائريين العائدين من مناطق النزاع. وتضمنت الأدلة تسجيلات مصورة توضح لقاءات بين هذا الشخص والضابط الفرنسي، الذي طلب منه تقديم معلومات عن الجماعات المتطرفة في الجزائر وحتى تشكيل مجموعة مسلحة في الداخل.

المجموعات الانفصالية

وأشارت وسائل إعلام جزائرية إلى محاولات فرنسية مزعومة لإدخال شحنات أسلحة عبر ميناء بجاية لصالح حركة “الماك” الانفصالية. وتتحدث هذه التقارير عن “تورط مباشر لباريس في دعم نشاطات إرهابية ضد الجزائر”، مما يضاعف  تعقيد العلاقة الثنائية.

وأوضحت الجزائر للسفير الفرنسي أن صبرها على هذه “الأفعال العدائية” نفد، وحذرت من أن استمرارها سيؤدي إلى ردود حازمة ومتصاعدة

«فرنسا تعلق»

 وعلقت فرنسا يوم الأحد، على استدعاء سفيرها ستيفان روماتيه، من قبل وزارة الخارجية الجزائرية، قائلة إن “الاتهامات غير مؤسسة»

وفي أول رد رسمي، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن “الاتهامات غير مؤسسة ونتأسف لذلك.. لقد تحدثت مع سفيرنا عبر الهاتف وأكدت له دعمنا الكامل

وتهرب الوزير الفرنسي، خلال مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”، من الإجابة عن موضوع استدعاء السفير، إلى عقد الشراكة بين رئيسي البلدين خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، ولقائه نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.

والأسبوع الماضي، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية سفير فرنسا لتوجيه “تحذير شديد اللهجة” على خلفية “ممارسات عدائية” تهدف إلى “زعزعة استقرار” الجزائر، كما نقلت عدة صحف جزائرية، يوم الأحد وكتبت صحيفة “الخبر” أن وزارة الشؤون الخارجية أبلغت السفير ستيفان روماتي “باستياء واستنكار الجزائر للممارسات العدائية الصادرة عن الأجهزة الأمنية الفرنسية التي باتت متكررة بشكل مقلق ولم تعد السلطات الجزائرية تحتمل السكوت عنها أو تفويتها”، وفق “فرانس برس».

وبحسب صحيفة “المجاهد” الحكومية، فإن استدعاء السفير الفرنسي جاء “للإعراب عن الاستنكار الشديد للسلطات الجزائرية العليا إزاء الاستفزازات الفرنسية العديدة والأعمال العدائية ضد الجزائر” وفق تعبيرها الجزائر تعيد إلى فرنسا” وفق تعبيرها الجزائر تعيد إلى فرنسا


مشاهدات 150
أضيف 2025/01/11 - 1:33 AM
آخر تحديث 2025/01/13 - 5:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 390 الشهر 6193 الكلي 10096158
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير