الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صدى‭ ‬الصوت‭ ‬السوري عبر‭ ‬السعودية

بواسطة azzaman

صدى‭ ‬الصوت‭ ‬السوري عبر‭ ‬السعودية

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

سوريا‭ ‬ستبقى‭ ‬عنواناً‭ ‬عربياً‭ ‬لكل‭ ‬توجّه‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬تنموي‭ ‬أو‭ ‬أمني،‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬مؤتمر‭” ‬الرياض‭” ‬الدولي‭ ‬وحده،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انه‭ ‬تأسيسي‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬شق‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬انقاذ‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬دمرته‭ ‬البراميل‭ ‬المتفجرة‭ ‬لجيش‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬ومَن‭ ‬عاونه‭ ‬من‭ ‬الروس‭ ‬والإيرانيين‭ ‬وبقية‭ ‬المرتزقة،‭ ‬وخرائب‭ ‬المدن‭ ‬شاهد‭ ‬تاريخي‭ ‬يدحض‭ ‬المشككين‭.‬

اذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لايزال‭ ‬متردداً‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يحضر‭ ‬أمامه‭ ‬كامل‭ ‬صورة‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬لكي‭ ‬يقوم‭ ‬بالالتفات‭ ‬بعين‭ ‬العناية‭ ‬والدعم‭ ‬لسوريا‭ ‬الجديدة،‭ ‬فإنّ‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬نظرة‭ ‬الى‭ “‬لوس‭ ‬انجليس‭” ‬وكيف‭ ‬تأكلها‭ ‬نيران‭ ‬الحرائق،‭ ‬وليعلم‭ ‬انّ‭ ‬شبيه‭ ‬ذلك‭ ‬الدمار‭ ‬أصاب‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬سورية‭ ‬أمام‭ ‬نفاق‭ ‬العالم،‭ ‬بلدات‭ ‬وأرياف‭ ‬ومصالح‭ ‬كانت‭ ‬نهبا‭ ‬لإثنين‭ ‬وثمانين‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬متفجر‭ ‬أي‭ ‬قنبلة‭ ‬غبية‭ ‬محرّمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القوانين،‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬البيوت‭ ‬وتبيد‭ ‬الطفولة‭.‬

مؤتمر‭ ‬الرياض‭ ‬الأخير‭ ‬يبرز‭ ‬دوراً‭ ‬قيادياً‭ ‬للسعودية‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬سوريا‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التحفظات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يخل‭ ‬منها‭ ‬الأفق،‭ ‬لكن‭ ‬الاندفاع‭ ‬لإنقاذ‭ ‬سوريا،‭ ‬البلد‭ ‬والشعب‭ ‬والمكانة‭ ‬التاريخية،‭ ‬هو‭ ‬الأولوية‭ ‬التي‭ ‬تتقدم‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬معاينتها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬آخر‭. ‬العالم‭ ‬سوف‭ ‬يصغي‭ ‬للصوت‭ ‬السوري‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وأدق‭ ‬عندما‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬المملكة‭ ‬ركيزة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬تؤهلها‭ ‬لدور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬الذي‭ ‬تعصف‭ ‬به‭ ‬التحديات‭ ‬النوعية‭.‬

غير‭ ‬انّ‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أولاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الرياض،‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬الموقف‭ ‬الداعم‭ ‬لبناء‭ ‬سوريا،‭ ‬وعدم‭ ‬الركون‭ ‬الى‭ ‬مناسبة‭ ‬وقتية‭ ‬تخص‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬كحال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬الأخرى‭. ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديه‭ ‬نية‭ ‬الدعم‭ ‬ليلتزم‭ ‬دور‭ ‬المحايد‭ ‬ويتجنب‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬التخريب‭ ‬والتشويش‭.‬

إنّ‭ ‬خيار‭ ‬الانفتاح‭ ‬السوري‭ ‬المبكر‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬مراحل‭ ‬الحكم‭ ‬الجديد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قابلته‭ ‬الرياض‭ ‬سريعاً‭ ‬بالاحتضان‭ ‬والسعة‭ ‬والتفهم‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬خياراً‭ ‬واعياً‭  ‬بعيد‭ ‬النظر‭ ‬يمتلك‭ ‬لشروط‭ ‬تحصين‭ ‬البلدين‭ ‬وانطلاقهما‭ ‬نحو‭ ‬تعاون‭ ‬تنموي‭ ‬استراتيجي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مؤثرات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬سلبية‭ ‬ابتلي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بها‭ ‬عقودا،‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬العسكرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تغلّف‭ ‬مشاريع‭ ‬توسعية‭ ‬واستغلالية‭ ‬وطائفية‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية


مشاهدات 503
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/01/13 - 3:37 PM
آخر تحديث 2025/07/07 - 2:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 512 الشهر 3951 الكلي 11157563
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير