فاتح عبد السلام
اجتماع ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس السوري أحمد الشرع، خطوة أساسية ومهمة وذات توقيت خاص ومستحق لتنظيم العلاقات التي باتت استراتيجية حتماً بين سوريا والأردن.
الملف الأمني متعدد الجوانب اذ يجري بحثه بين الأردن وسوريا، و تحتل المخدرات التي أسس لها نظام بشار الأسد تأسيساً عميقاً في المنطقة، القسم المتقدم في الاهتمام المشترك بين البلدين، فقد قطع في ظرف أسابيع قليلة، الحكم السوري الجديد دابر تصنيع المخدرات في الأراضي السورية لكن مستودعات التهريب لا تزال تحت الأرض وفي مناطق فلول بشار وماهر الاسد، وهناك احتمالية عالية على استمرار عمليات التهريب عبر مسارات مختلفة، وان الأردن يبقى في مركز الاستهداف، بالرغم من انه قد جرى قصم صناعة المخدرات في سوريا.
لكن المشاورات الأهم هي كيفية توحيد الموقف للتعامل مع تهديدات اطلقها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو ضد جنوب سوريا، وفي استهداف التركيبة السكانية لدول عربية ، في استعراض رخيص ومبتذل لخلط أوراق المنطقة من جديد، والعمل، عن جهل او تعمد، على احياء المسار المندثر لمحور المقاومة الايراني الذي يبدو انّ نتانياهو كان اكبر المستفيدين من الاستثمار فيه طوال فترة حكمه لاسيما في الشهور الاخيرة.
الأردن لديه خبرات متراكمة وغنية في الملف السياسي والامني المتداخل في المنطقة، وتربطه علاقات طبيعية رسميا مع إسرائيل في اتفاقية وادي عربة، لكن فترة حكم نتانياهو ومَن سبقه لسنوات، شهدت برودة واضحة في الاتصالات ونهجا تصعيدياً إسرائيلياً غير مبرر أدى في حلقات كثيرة منه الى اندلاع ردود فعل من الفصائل الفلسطينية وترسيخ الشرخ مع السلطة الفلسطينية، و كان ابرزها حرب السابع من أكتوبر في قطاع غزة التي تحاول إسرائيل أن تقتطعها من سياق طويل من الانتكاسات والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
العلاقة الجغرافية بين سوريا والأردن ذات أهمية كبيرة أيضاً، وانّ سوريا التي وفرت حماية من نوع ما للأردن من خلال قطع امتدادات تأثير محور ايران ومليشياتها، مدعوة الى تنسيق استراتيجي عميق مع الأردن ينعكس اقتصاديا وامنيا وسياسيا على البلدين.
زيارة الرئيس السوري الى الأردن تضع كل الأسئلة الحيوية وذات الهموم المشتركة في سياق الإجابات الضرورية التي لا ينبغي إلا ان تكون موحدة للصمود في وجه تحديات إقليمية ودولية.