سأم تكاليف الصمود والنضال والتحدّيات النووية
فؤاد مطر
يفيد أهل العِلْم الفضائي والأرضي وأحوال الطقس والخبرة بما فوق الأرض من عواصف عاتية وما تحتها من زلازل وبراكين، بمعلومات وتقارير مستندة إلى أرقام ومعادلات حسابية، أن كوكب الأرض على مواعيد تجعل المرء حيثما هو في القارات الخمس بما في ذلك غزة التي تذوق من الويلات ما هو قريب الشبه بتلك التي أصابت لبنان، يردد قول الشاعر مع بعض التعديل «سئْمنا تكاليف الصمود والنضال والتحديات النووية ومن يمارسها طوال نصف قرن لا أبا لك يسأم...». ولا يحتاج المشهد الغزَّاوي وصنوه اللبناني وغرابة المشهد السوداني، إلى الكثير من التأكيد ما دامت الفضائيات نقلت وما زالت بالصوت والصورة كيف أن الحرب على غزة مقرونة بالحرب على لبنان وبإحترابات عاشتها سوريا قبْل الإهتداء إلى سواء السبيل الواقعي والمرحَّب به، ناهينا بالذي أصاب مصر الستينات والسبعينات وعراق الثمانينات وليبيا التسعينات... إن المشهد لا يحتاج إلى تأكيد بأن أزهى سنوات عمر الإنسان العربي ضاعت في أهوال الحروب والإحترابات وصولات الجهاد غير المحسوب العوائد.
عِلْم وخبرة
وبالنسبة إلى المواعيد غير السارة التي تفيدنا منذ بضع سنوات تقارير أهل العِلْم والخبرة في أحوال الأرض وما تحتها وفي المخزون النووي الهائل وممتلكيه الدول التسع، أن 25 مدينة أميركية تواجه خطر الغرق تحت الماء مستقبَلاً وإحداها (إستناداً إلى دراسة نشرتْها صحيفة «فايننشال تايمس» البريطانية العريقة وبثت خلاصة حولها «العربية نت» مدينة «هيوستن» الشهيرة والعريقة المحتمَل غرقها قبْل غيرها. أما العامل المؤدي إحتمالاً إلى ذلك فإنه الإحترار الذي تعيشه دول كثيرة عام 2025 حيث يتسبب ذوبان التربة الصقيعية في ألاسكا وتتحد البحار المرتفعة مع سقوط الأرض لجعل الفيضانات أكثر تواتراً ويفاقم الجفاف الناجم عن المناخ الطلب على إستخراج المزيد من المياه مما يسبب المزيد من زعزعة الإستقرار...». وهذا الإخضرار المفاجئ لمياه بعض المحيطات والأشد زرقة في مياه محيطات إستوائية مدعاة قلق قد يصبح كوارث ضد الحياتيْن البشرية والبحرية.
وإلى ذلك أشارت دراسة علمية إلى أن المكان المسمى «بلوستون» الواقع في قلب الولايات المتحدة، والمعروف بمناظره الطبيعية الخلابة وعجائبه الحرارية الأرضية، قد ينفجر بركاناً ربما يغيِّر شكل الأرض. ويستند أهل الخبرة في هذا التوقع إلى ثلاثة فوران بركانية حدثت في المكان في الزمن الغابر.
وأما المحتمل حدوثه في حال إنفجر «بلوستان» في أي لحظة غير محدَّد زمنها فإن الولايات المتحدة ستكون الأكثر تضرراً بينما سيكتفي باقي العالم برؤية الرماد، كما ستتدفق أجزاء منه إلى القارة الأوروبية.
ومِن هذه الإفتراضات المستندة إلى دراسات علمية أعدها باحثون عن أدلة على إرتفاعات منتظمة من الصخور المنصهرة من أعماق سطح الأرض تحت أثيوبيا ونشرت تقريراً حول ذلك صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أن إنقساماً بدأ يحدُث في القارة الأفريقية وأنه نتيجة صدع هائل يقوم حالياً بشق ثاني أكبر قارة على وجه الأرض ستصبح جزئين وربما مثل حال لبنان ذي الدويلات حتى حصول الصحوة من جانب الجميع.
تبادل نووي
وليس بالأمر المستبعَد أن يأتي يوم تتبادل الدول النووية التسع أي روسيا والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية ومعها إيران في حال تجاوزت الفعل الترامبي بها وأمكنها إستباقاً للضربة الصاروخية نقْل نواويها إلى مكان آمن.. إنه ليس بالأمر المستبعَد أن يحقق التبادل النووي ما تضمنتْه الدراسات التي أشرنا إليها وبحيث تمتلىء سماوات الكرة الأرضية بالغازات السامة الناشئة عن تفجير الدول المشار إليها، وكل لدواع تخصه، ما لديها من رؤوس حربية نووية إجمالي عددها على نحو إحصائنا شبه الدقيق 9614 رأساً نووياً مدمِّراً الحياة ملوِّثاً السماوات بشموسها وأقمارها ونجومها. يا ويلهم من عذاب الآخرة أولئك الذين قد يضغطون على الأزرار ليبدأ الجحيم.
يبقى إفتراض من جانبنا (كمتأملين غير آملين) في ضوء هذا الذي أوردناه والمستندة توقعاته إلى أبحاث أهل العِلْم والخبرة الذين هم نقيض أهل الحُكم مالكي الرؤوس النووية المبتهجين بها وبالإستعمال الجزئي لها وكأنما هي ألعاب أطفال لا سامحهم الله كما لا مسامحة مفتعلي الصولات الثورية وتلك الإعتداءات بكل أنواع السلاح والصواريخ المزوَّدة إسرائيل بها التي تفتك بأرواح الأطفال والنساء والعجائز وتمعن تجويعاً في من يبقى على قيد الحياة.
وهذا الإفتراض هو أنه متبق على إكتمال الألفية الثانية من التقويم الهجري 553 سنة. فهل إن اليسير من الكثير المحتمَل حدوثه سيتم وفق القول الطيِّب «تؤلِّف ولا تؤلفان».