الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كيف‭ ‬يراهنون على‭ ‬الزمن‭ ‬السوري؟

بواسطة azzaman

كيف‭ ‬يراهنون على‭ ‬الزمن‭ ‬السوري؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

جميع‭ ‬الأطراف‭ “‬المتوافقة‭ ‬أو‭ ‬المتناقضة‮»‬‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬افتتح‭ ‬نتانياهو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬الرهان‭ ‬بالإسراع‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬الى‭ ‬شن‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬ضد‭ ‬المقدرات‭ ‬والأصول‭ ‬العسكرية‭ ‬لسوريا‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬له‭ ‬استغلال‭ ‬الفجوة‭ ‬الزمنية‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬وقوع‭ ‬السلاح‭ ‬النوعي‭ ‬ويقصد‭ ‬به‭ ‬صواريخ‭ ‬سكود‭ ‬والطائرات‭ ‬والرادارات‭ ‬بيد‭ ‬الحكّام‭ ‬الجدد‭.‬

سارعت‭ ‬دول‭ ‬جوار‭ ‬سوريا‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعواصم‭ ‬العالمية‭ ‬المؤثرة‭ ‬الى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ “‬خطاب‭ ‬موحد‭” ‬للتعامل‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وظـهرت‭ ‬المطالبات‭ ‬متشابهة‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬الجميع‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬هواجس‭ ‬القلق‭ ‬واضحة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬اللغة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬اخفاءها‭ ‬إزاء‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬تركيا‭ ‬بامتيازات‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بسبب‭ ‬دعمها‭ ‬للثورة‭ ‬السورية‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬

الأطراف‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬القتل‭ ‬المنهجي‭ ‬وتدمير‭ ‬المدن‭ ‬وبيع‭ ‬السيادة،‭ ‬يراهنون‭ ‬على‭ ‬فرضية‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بالانتصار‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬نشوب‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬مسلحة‭ ‬داخل‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وبين‭ ‬الشعب‭ ‬ال،سوري‭ ‬وهيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وقائدها‭  ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬انّ‭ ‬إشاعة‭ ‬روح‭ ‬الاطمئنان‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬كافة‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬ظرفية‭ ‬مؤقتة‭ ‬ستزول‭ ‬مع‭ ‬تثبيت‭ ‬الحكم‭ ‬الجديد‭. ‬وهناك‭ ‬سوريون‭ ‬محبّون‭ ‬للثوّار‭ ‬لديهم‭ ‬أيضاً‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬عوارض‭ ‬القلق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬تصرف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يعززها‭ ‬و‭ ‬يغذيها‭.‬

واشنطن‭ ‬ولندن‭ ‬وباريس‭ ‬لم‭ ‬تنتظر‭ ‬تنفيذ‭ ‬كامل‭ ‬شروطها‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬الثوار‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حكمهم‭ ‬الجديد،‭ ‬فعمدوا‭ ‬الى‭ ‬اتصالات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬وارسال‭ ‬مساعدات‭ ‬ووفود،‭ ‬لأنّ‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬السليم‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬الاطمئنان‭ ‬للحكومة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الإسراع‭ ‬بتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬يليق‭ ‬بسوريا‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬ترزح‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬مسالخ‭ ‬الفروع‭ ‬الأمنية‭ ‬والعائلة‭ ‬الفاسدة‭ ‬الغارقة‭ ‬بدماء‭ ‬السوريين‭.‬

لكن‭ ‬الرهان‭ ‬الأكبر،‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬معالجة‭ ‬الدمار‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬تسبّب‭ ‬به‭ ‬بشار‭ ‬وعصابته،‭ ‬اذا‭ ‬عاد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬مليون‭ ‬سوري‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬الى‭ ‬مدنهم‭ ‬وبلداتهم‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬خرائب‭ ‬في‭ ‬مبانيها‭ ‬و‭ ‬خدماتها‭.‬

ليكن‭ ‬شعار‭ “‬العرب‭ ‬الأثرياء‮»‬‭ ‬تأمين‭ ‬مسكن‭ ‬لكل‭ ‬سوري‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬فسوريا‭ ‬هي‭ ‬الأولوية‭ ‬بالبناء‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬عربي‭ ‬آخر،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مدمراً،‭ ‬لأنّ‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬مدته‭ ‬الزمنية‭ ‬الطويلة‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شعب،‭ ‬فالدمار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ذاتها‭ ‬عمره‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬شهراً،‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عمره‭ ‬أربعة‭ ‬عشر عاماً‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 135
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2024/12/16 - 3:38 PM
آخر تحديث 2024/12/17 - 1:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 271 الشهر 7162 الكلي 10063257
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/12/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير