بقي أسبوع واحد وبنهايته سيظهر الدخان من مدخنة القصر الأبيض معلناً عن إسم الساكن الجديد وعائلته . المنافسة محصورة تماماً بين كامالا وترامب وشخصياً أتمنى فوز السمراء الجميلة وأدعو أصدقائي هناك لمعاونتها ، لأنني لا أؤمن بالكذبة التي تقول إن منهج الحكم ببلاد العم سام ثابت وإنَّ دور الرئيس محدود خاصة في التعامل مع الفرمانات المصيرية .
كمية الدولار الذي صرف على اقتراع السنة هي الأعلى ، ووفق حسبتي الصحيحة فهي تساوي ميزانية سنوية لإطعام وإكساء وتعليم وإشفاء وإبهاج سكنة عشر دول بأفريقيا ، وفيها استعمل العنف اللغوي الرخيص بنفس الطريقة الوضيعة التي يشتم فيها العظيم روبرت دي نيرو أصدقاءه وخصومه في أشرطة هوليود الدامية .
إذا فاز ترامب فإن على العرب المنبطحين البائسين الخائفين أن ينسوا كل عنوان يتحدث عن دولة فلسطين العربية المستقلة ، وأقصى ما يؤمن به هذا الوغد المكلوب هو مجموعة بؤر ومساحات عشوائية يعيش فوقها شعب فلسطين فيتحول صاحب الأرض إلى مستوطن واللقيط اللملوم إلى ساكن أصيل بمساحة يراها دونالد قليلة ويجب أن تكبر نحو الشرق ، على عكس ما تريده إبنة هاريس مما صار معروفاً بحل الدولتين وهو المتاح والمتمنى عربياً حتى الآن !!
السيناريو الذي أكاد أراه شديد الوضوح والإحتمال هو فوز كميلة ، الأمر الذي سيجنن طرمبة فيعلن رفضه للنتيجة النهائية وسيردد نفس ما قاله قبل أربع سنوات من أن الصناديق قد زورت والأصوات قد بيعت ، وسيضيف هذه المرة دعوته الصريحة المليحة لأنصاره بالنزول إلى الشوارع وإعلان العصيان الشامل ، وهنا سيهبط عشرات ملايين الرعاع والمجانين والشرفاء أيضاً ، فتحدث على طريقة الكاوبوي الأصيل عمليات النهب والحرق والتحطيم ، ومن تلك اللحظة التأريخية الحاسمة ستبدأ الواقعة الكبرى على شكل حرب أهلية طاحنة بين الولايات قد تدوم سنة وربما أزيد من سنة ، ثم تتوقف لتنتج وبسبب من فرط الدماء والأحزان ، دولة عاقلة حكيمة طيبة كريمة مكتفية بخيرات أرضها الهائلة ومغسولة من الشرور والأطماع والنذالات ، فنحبها وتحبنا وتعيش الكرة الأرضية بسلام وبهجة وبعدل مبين .