فاتح عبدالسلام
الضربة الاسرائيلية المنتظرة ضد ايران، والوفود الامريكية والفرنسية في الشرق الاوسط، والجبهة البرية المشتعلة في جنوب لبنان، والغارات الجوية الكثيفة على مدن لبنانية وترجيح امتدادها الى العراق وسوريا مع التطورات، كلها علامات على مفترق طرق الحرب بين إسرائيل وحزب الله وخلفه المحور الإيراني كله.
كل علامة ظاهرة بين تلك العلامات تراهن على العلامة التي تليها أو تسبقها، وسط عالم من التكهنات والضبابية، وكل ذلك على دماء الملايين ووضعهم المعيشي في وادي النازحين والمهجرين السحيق الذي لا يزال مستمرا في الاتساع والظلامية منذ نكبة العام 1948.
الجهود الدبلوماسية متعثرة، بل كسيحة لانتخاب رئيس جديد للبنان من اجل رفع درجة مقبولية تعامل المجتمع الدولي مع لبنان الغاطس في جحيم الحرب، ويبدو ان المراهنات العسكرية الجوية لإسرائيل والبرية لحزب الله تصيب أي جهد سياسي او دبلوماسي محلي او غربي بالشلل، في انتظار مكاسب على الأرض تضاف لأجندة المفاوضين. لكن في النهاية، لا يستطيع المجتمع الدولي ان يتصرف خارج القرار 1701 الذي باتت إسرائيل غير راغبة فيه اليوم وتريد توسيعه بعد ان كان تطبيقه مطلبها الأول، وهذا بسبب الرهان العسكري الكبير.
بعد الغارات المكثفة على مدينة كبيرة في جنوب لبنان وهي «صور»، والشروع بتهجير كامل لسكانها، يكون الرهان العسكري الإسرائيلي قائما على الأرض المحروقة لتجريد المدن التي كانت حواضن لحزب الله من جميع مقومات الحياة بما يزيد من الضغط المادي والنفسي على تلك الحواضن ويزيد أعباء الدولة اللبنانية ذاتها التي تقف على حافة هاوية كبيرة مه الفشل السياسي الواضح محليا، فضلا عن الفشل في تحقيق وقف لإطلاق النار في جنوب البلد وفي بيروت على نحو خاص.
والأسباب تعود الى تلك العلامات الفارقة التي تمثل رهانات مختلفة المشارب في ساعات عصيبة قد تنتج تطورات غير محسوبة اكثر مما شهدناه في أسابيع الحرب الأخيرة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية