أيوب ذنون ضمن فريق مشروع إستعادة التراث: مهمتنا مع اليونسكو تعريف العالم بمواقع الموصل التاريخية
الموصل - هدير الجبوري
شاب موصلي طموح، مثقف، يعشق الموصل وتراثها بشكل لايتصور مقداره أحد، حريصاً على مدينته كما كان الكثيرين من أهلها يحرصون عليها، تدرج في مراتب العشق حتى أصبح سفيراً لتراثها وأميناً في المحافظة عليه ورئيساً لمؤسسة فتية تعنى بهذا الثراث وهويته الأصيلة.
ألتقيناه في حوار لـ(الزمان) ليحكي لنا عن تفاصيل هذا التعلق والحب لمدينة تستحق هذا وأكثر..انه أيوب ذنون رئيس مؤسسة تراث الموصل وسفير مبادرة إحياء روح الموصل التي أطلقتها منظمة اليونسكو، ومعه كان هذا الحوار:
□ متى تولد الاهتمام لديك بتراث الموصل ولماذا؟
- بدأ ذلك إبان الفترة المظلمة التي عاشتها مدينة الموصل اثناء سيطرة العصابات الاجرامية عليها وسقوطها بيد هذه العصابات وبعد تفجير المواقع الأثرية والتراثية المهمة فيها ومنها متحف الموصل الحضاري ودمار المنطقة القديمة مما تسبب بتشكل رؤيا خاصة لدي بأن كثير من الجهات تدعو او تحاول تشويه تاريخ هذه المدينة وترسخت هذه الفكرة في عقلي مع نهاية معركة تحرير الموصل ودمار المنطقة القديمة فيها.
□ هل تعتبر أن الاولوية لديك كانت للتراث من ناحية الاهتمام بعد تحرير مدينة الموصل؟
- في البداية لم يكن التراث اولها حيث سبق ذلك قيامنا بالعمل مع المبادرات المجتمعية والاغاثية ومن بعدها بدأ العمل على ضرورة احياء تراث الموصل.
□ كيف بدأت بالعمل في نشر الوعي بخصوص تراث الموصل وغيره بعد التحرير؟
- بعد 2018 و2019 كنت اقوم بالنشر في مواقع التواصل الاجتماعي عن أهمية التراث وجماليته والمواقع الاثرية والاهتمام بها وبرغم دمارها لكنها ظلت تحمل طابعاً معمارياً وجمالياً ايضاً.وبعدها قررت أن نجتمع أنا ومجموعة من الشباب الموصلي ونقوم بانشاء منصة على مواقع التواصل المذكورة أطلقنا عليها أسم (منصة تراث الموصل) حيث ننشر من خلالها التقارير والتوثيق عن التراث وغيره. تحولنا بعدها الى تكوين فريق تطوعي يعمل على مجموعة من النشاطات في أرض الميدان مثل حملات التنظيف في قلعة باشطابيا وحملات أخرى توعوية بالاضافة الى أقامة أول مهرجان للتراث في قاعة البهو الملكي الواقع في متحف الموصل الحضاري. هذا الفريق تحول من فريق تطوعي ومنصة على مواقع التواصل الاجتماعي الى الرغبة والاصرار على افتتاح بيت للتراث الموصلي نحقق فيه حلم التراث حيث تم اختياره في بيت الأرحيم وذلك بعد تواصل طويل مع عائلة الارحيم متمثلة بالدكتور أسامة الارحيم لتحويل هذا البيت الى مركز تراثي وثقافي ومتحف ايضاً وهذا البيت مقابل قلعة باشطابيا.
□ وكيف تم ذلك ومالذي قمتم به في سبيل ذلك؟
- كانت هناك فكرة في البدء هو كيف سنعمل نحن مجموعة الشباب بتحويل هذا البيت المذكور الى مركز للتراث فقمنا بعمل مبادرة لجمع القطع التراثية ودعوة الاهالي بالتبرع بهذه القطع وبالفعل ماكنا نراه صعب المنال ونقطة ضعف أصبح بمجهودنا نقطة قوة لنا وأصبح في بيت التراث أكثر من 800 قطعة تراثية موجودة في المتحف بالاضافة الى أفتتاح أول متحف أفتراضي خاص بالتراث بالشراكة مع شركة Qaf lab وكان المتحف الاول من نوعه في العراق على توثيق المواقع التراثية.
مجموعة شباب
□ هل كان هناك من دعم لكم ولمسعاكم كمجموعة شباب سواء من جهات معنية أو غيرها؟
- لا لم يكن هناك أي دعم من اي جهة لنا حيث بدأنا بالعمل لوحدنا كشباب متطوعين وبجهود ذاتية أفتتحنا بيت التراث والمتحف الخاص به.
□ هل أصبح لديكم شراكة مع منظمة اليونسكو التي تعنى بامور التراث وغيره؟
- نعم كانت اول شراكة مع منظمة اليونسكو عندما اختارت (بيت التراث، بيت أرحيم) ليكون هو المركز المجتمعي لمبادرة إحياء روح الموصل حيث تتضمن مهمة اليونسكو في الموصل باعادة أعمار المواقع التأريخية وأهمها جامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء وكنيسة الساعة والطاهرة وكذلك اعادة بناء وترميم 124 منزلاً تراثياً في المنطقة القديمة ايمن الموصل ، ومهمتنا مع اليونسكو كانت هي تعريف العالم بهذه المواقع الموجودة في الموصل بالاضافة الى إقامة الانشطة مع المجتمع المحلي وتسليط الضوء على التراث الثقافي للمدينة.
□ كيف تم اختيارك سفيراً لمبادرة إحياء روح الموصل؟
- تم ذلك بعد الاطلاع على عملي واهتماماتي باحياء تراث الموصل وكيفية الحفاظ عليه.
□ تم اختيارك مؤخرا بصفة باحث ضمن فريق معهد الدراسات التنموية IDSحدثنا عن هذا الجانب وماذا يتضمن العمل الذي كُلفت به؟
- فيما يخص معهد الدراسات التنموية هو مشروع أستعادة التراث بالشراكة مع جامعة Sussex ) University of) البريطانية وهذا المشروع عبارة عن بحوث يتم تقديمها من خلال مجموعة من الشباب في ثلاثة دول عربية هي كل من العراق وسوريا والاردن وتعمل على إكمال بحوث لثلاث سنوات بتأثير التراث على الشباب أو تأثير الشباب بالتراث وأهميته من خلال هذه البحوث وبدأت بهذا المشروع قبل مايقارب الشهر او اكثر مع المعهد ضمن مجموعة من الشباب المشاركين من الدول الثلاث التي أشرت اليها. والحمدلله على فضله اشعر بالسعادة والفخر بمدينتي الموصل بانضمامي رسمياً بصفة باحث مع هذا الفريق ضمن معهد الدراسات الذي اشرت اليه في الجامعة المذكورة ضمن مشروع استعادة التراث .وتُمثل هذه الخطوة محطة مهمة في مسيرتي المهنية في مجال التراث، بعد إكمال دراسة التخصص الثاني في إدارة الأعمال وهي فرصة للتعاون مع نخبة من الخبراء والباحثين الدوليين للعمل على إعادة تكوين التراث؛ بما يُسهم في استدامة الهوية الثقافية وتعزيز التفاهم العالمي..ومواصلة مشواري في البحث والعمل من أجل مستقبل أكثر اشراقاً لتراثنا الثقافي ومدينتنا الحبيبة. وساسعى جاهدا لخدمة تراثنا وهويتنا. + وذنون حاصل على قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لافضل الأعمال التطوعية في الوطن العربي التي نظمها الاتحاد العربي للتطوع عام 2018 في جامعة الدول العربية، وذلك عن مبادرة ثورة الدنابر لإزالة أنقاض الحرب. مدير مشاريع في مؤسسة تطوع معنا - نينوى. حاصل على شهادة من المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها في مجال اسعاف التراث الثقافي أثناء النزاعات والأزمات.شارك كمتحدث في المنتدى العربي للتراث الثقافي، وتم اختياره ضمن 34 شابًا للمشاركة في منتدى الشباب للتراث العالمي في الرياض، الذي تنظمه منظمة اليونسكو في العمل المجتمعي.