الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا ينتظرنا في 2025 ؟

بواسطة azzaman

ماذا ينتظرنا في 2025 ؟

منقذ داغر

 

7.اليمن والسيناريو السوري

تناول المقال السابق ملامح تشكل مشروع سياسي سعودي أقليمي. وعلى الرغم من امتلاك السعودية لكل الإمكانات الاستراتيجية التي تعينها على النهوض بمثل هذا المشروع الا أن هناك محدد رئيس يواجه المشروع ويتمثل بمحاصرة السعودية بالجوار الجغرافي للمشروع الإيراني وأذرعه بخاصة ذراعه الجنوبي القوي المتمثل بالحوثيين. لا شك في أن الحرب التي شنتها إسرائيل المدعومة أمريكياً وغربياً على المحور الإيراني منذ أكثر من سنة صبت في صالح كل المشاريع المنافسة، وكل الدول -ومنها السعودية- التي عانت من المشروع الإيراني الذي ظل متمدداً وفعالاً طيلة العقدين الماضيَين. لقد نسفت تلك الحرب أطروحة وحدة الساحات وصار بالإمكان الإنفراد بقوى المحور الإيراني واحدة تلو الأخرى دون خشية حقيقية من مواجهتها جميعاً في آن واحد. كما أثبت المشروع الإيراني حرصاً أكبر على مراعاة مصالح إيران مقارنةً بمصالح حلفائها، برغم أنها ظلت تساندهم لوجستياً واعلامياً،وهو ما أثار ردود أفعال سلبية داخل المحور الإيراني.

مشروع ايراني

فقد تم تدمير معظم إمكانات حزب الله-درة المشروع الإيراني- واغتيال أمينه العام ومعظم قياداته دون أن تتمكن ايران من تقديم دعم يمنع حصول ذلك كما كان متوقعاً من الأعداء قبل الأصدقاء. وتكرر نفس السيناريو ولكن بصورة أكثر وضوحاً وأشد تدميراً للمشروع الإيراني في سوريا.

كما مورست ضغوط ناجحة على أنصار المحور في العراق أدت الى أيقاف هجماتهم ضد القواعد الأمريكية وإسرائيل. ويبدو واضحاً الآن أن الحوثيين في اليمن الذين يمثلون تهديداً مباشراً وقوياً للسعودية ناهيك عن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وإسرائيل أيضاً ، سيكونون المرحلة القادمة من مراحل تدمير المشروع الإيراني. ونظراً للبعد الجغرافي لليمن ولشحة الاستخبارات المتوفرة مقارنةً بسوريا ولبنان، فلا يبدو أن سيناريو الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية هو الوحيد القادر على تدمير قدرات الحوثيين التي ثبت أنها تفوق كثيراً من حيث الفاعلية والتأثير ما كان متوقعاً منها سواء في البحر الأحمر أو في ضرب العمق الصهيوني. بناءً على ذلك فأن من المتوقع تكرار التجربة السورية، بعد أن ثبت نجاحها في الإطاحة بنظام الأسد ، ولكن في اليمن هذه المرة.

ومن المعروف أن في اليمن أيضاً معارضة مسلحة قوية ومدعومة من السعودية تسيطر على أجزاء مهمة من الأرض هناك.

أكثر من ذلك فأن هذه المعارضة تمثل دولياً القوى الشرعية للحكم في اليمن والتي أطاح بها الحوثيين. بمعنى أن مشكلة شرعية قوى المعارضة والتوجس منها ومن توجهاتها والتي صادفت المعارضة السورية تحت قيادة الجولاني لن تكون موجودة في الحالة اليمنية. ومع اشتداد وتكثيف الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن فأن من المتوقع بشدة أن يتم تحرك القوات البرية (للشرعية) اليمنية مدعومة بالقوة السعودية لأسقاط النظام الحوثي هناك. وإذا حصل ذلك فأنه سوف لن يكون ضربة شديدة للمشروع الإيراني فقط بل رافعة قوية للمشروع أو الإستراتيجية السعودية في المنطقة أيضاً.

تنسيق مواقف

من جانب آخر فأن الأشهر القليلة القادمة ستوضح أكثر اتجاهات المشروع السعودي بخاصة بأتجاه تشكيل محور عربي قوي للتأثير على مآلات الأمور في لبنان وسوريا. وستعتمد السعودية، على ما يبدو،على قوة علاقاتها مع مصر والأردن من جهة وأمريكا من جهة أخرى لتنسيق المواقف المتعلقة بإعادة البناء في سوريا ولبنان فضلاً عن الموقف من المشاريع الأقليمية الثلاث آنفة الذكر(الأيراني والأستيطاني والتركي العثماني). هنا سيكون من المثير ملاحظة مدى التعاون أو التنافس الذي سيكون بين هذا المحور وبين الحور التركي-القطري من جهة،ومع الطموحات والمواقف الإماراتية من جهة أخرى. وفي عالم مثالي فأن من الممكن أن يحصل تنسيق وتناغم بين كل هذه الأطراف في مواجهة المشروع الإيراني أو حتى الصهيوني، لكن في الواقع السياسي فأن كثير من المتغيرات التي يمكن أن تطرأ وتحول هذه العلاقة الى التنافس والتوتر،بدل التعاون والهدوء. هذا لن يعتمد على ما تريده أو تقرره هذه الأطراف العربية-التركية فقط، بل قبل ذلك يعتمد على التغيرات والتحديثات التي ستحصل في المشروع الإيراني من جهة،ومواقف أدارة ترامب في علاقتها مع الكيان الصهيوني من جهة أخرى. في المقال القادم سيتم تناول بعض السيناريوهات الممكنة والمتوقعة لما أسميته في المقال الأول لهذه السلسلة بدوري المشاريع في المنطقة.

 


مشاهدات 30
الكاتب منقذ داغر
أضيف 2025/01/06 - 1:10 AM
آخر تحديث 2025/01/07 - 8:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 498 الشهر 3304 الكلي 10093269
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير