وداعاً 2024 .. أهلا 2025
قاسم حسين صالح
حفل عام 2024 بأحداث كبيرة ابرزها..ختامها في الأطاحة بنظام طاغية سوريا ..بشار الأسد، وخلاص الشعب السوري من الشعور باليأس والقهر من نظام اذلّهم نصف قرن.
ما كان العالم يعرف، ولا معظم العرب يعرفون ان هذا الطاغية ارتكب افظع الجرائم في العالم المعاصر..ابشعها ، ما كشفته وثائق استخباراتية وملفات كشفت عن اوامر تفجيرات واغتيالات في مناطق شيعية وكوردية، وحقائق مروعة عن السجون والمعتقلات تحت الأرض كانت تستخدم أقسى أدوات للقمع والترهيب وارتكاب اساليب تعذيب ممنهجة كالضرب المبرح والحرمان من النوم والطعام والصعق الكهربائي..وصفته منظمة العفو الدولية بـ( المسلخ البشري).
ان فجر الأحد..الثامن من كانون الأول 2024 ، أعلن فيه عن عهد جديد لسوريا ،جسّده اشقاؤنا السوريون بخروجهم في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق للمطالبة بارساء قواعد دولية مدنية ديمقراطية، متمنين عليهم أن يدركوا حقيقة سيكولوجية،هي انهم يعيشون الآن نشوة النصر ،لكن مرحلة ما بعد سقوط اي نظام..تكون محفوفة بالمخاطر، وعليهم التقاط العبرة من سقوط انظمة طغاة سبقتهم.
العراق ..دور افضل
ولقد شهد عام 2024 دورا افضل للعراق على الصعيدين العربي والعالمي. ففي التعامل مع احداث سوريا ، اتخذ رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني كل الأجراءات لضمان سلامة العراقيين وامنهم الوطني. وعالميا ..التقى سيادته في نيويورك بوزير الخارجية الأمريكي السيد (أنتوني بلينكن) جرى خلاله بحث أوجه التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، وسبل تعزيز الشراكة بما يجعل العراقيين يشعرون بالأمن والكرامة، فيما اشار(بلينكن) الى تقدير الإدارة الأميركية للخطوات العملية التي أجراها العراق في تنويع مصادر الطاقة، والاستثمار الأمثل للغاز، وتحقيق الاكتفاء الذاتي و حرصها على التعاون في ملفات مواجهة آثار التغير المناخي، وتطوير البنى التحتية، ودعمها لسيادة العراق وتنميته وازدهاره..وصفها محللون سياسيون واعلاميون بأنه نجاح للعراق.
معاناة نازحين
وعربيا وجّه السيد السوداني بإرسال مئات الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية إلى غزة ولبنان، بما في ذلك سيارات الإسعاف وعجلات محملة بالمواد الإغاثية كالخيام والمواد التي تخفف من معاناة النازحين، ليثبت أن العراقيين أهل غيرة ونخوة.
ومحليا ،عمل السيد السوداني على ان تكون حكومته ( حكومة خدمات) وحدد اولوياتها بمعالجة البطالة والفقر والأصلاح الأقتصادي ومكافحة الفساد والقضاء على المخدرات.ومع انه استطاع ان ينجز لصالح الوطن والمواطن( على قلتها ومحدودية نوعيتها)..ما لم يحققه من سبقوه..الذين استفردوا بالسلطة والثروة وصار قادتهم مليارديرات واصحاب شركات ،وافقروا 12 مليون عراقيا في بلد يعدّ الأغنى في المنطقة..فأنه لم يتمكن من انجاز اهم ما يجب أن يتحقق.
ففي لقائه قبيل نهاية 2024 برئيس واعضاء لجنة النزاهة والمساءلة ..تساءل العراقيون: هل قامت هيئة المساءلة والعدالة بتطبيق مبدأ من أين لك هذا؟
والتساؤل الأهم:
حين تولى السيد نوري المالكي وحزبه حكم العراق ثمان سنوات..اعلن بان لديه (ملفات للفساد لو كشفها لانقلب عاليها سافلها)..اليس من واجب هيئة المساءلة والعدالة ..مسائلته، سيما وانه امين عام حزب اسلامي ،وان الدين الأسلامي يأمر الحاكم ان يكون امينا مع رعيته ، وان يبرأ ذمته..فلماذا لم يساءل ؟!
الإجابة المرجحة ..ان الجميع يشهد بحقيقتين:
نزاهة السوداني، وعدم قدرته على مواجهة حيتان الفساد..التي تذكرنا يوم اقسم سلفه السيد حيدر العبادي بأنه سيضرب الفاسدين بيد من حديد حتى لو يقتلوني..ثم اعلن تراجعه عن قسمه مبررا ان الفساد مافيا تمتلك المال والقوة والاعلام.
زد على ذلك أن العراقيين كانوا يرون في السيد مقتدى الصدر هو المخلّص يوم اعلن حربه على الفاسدين..فخذلهم بسحبه 74 عضوا من البرلمان العراقي!!!
فهل يبقى تساؤل العراقيين دون فعل وهم يستقبلون 2025؟
سيهلّ علينا (2025) ،وما نتمناه أن يهلّ معه التفاؤل بعام يليق بشعب عريق في حضاراته ، وبعراق افضل واكثر امنا وسلاما يكون فيه السلاح بيد الدولة لوحدها..عراق ديمقراطي حقيقي يعمل على تحقيق أهم مبدأ في الأسلام سبق فيه الديمقراطية الحديثة بأكثر من ألف عام..( العدالة الأجتماعية)، عراق يعيد اليه ملايين مواطنيه من المبدعين والكفاءات الذين اضطروا الى مغادرته مكرهين.
شكرا ( 2024) انك قدمت لنا حكمة تقول :
ان الطغاة زائلون و الشعوب باقون!
واهلا (2025) وانت تعد العراقيين بحياة كريمة في وطن يمتلك كل المقومات لأن يعيش اهله برفاهية...وكل عام وانتم والعراق الحبيب بالف خير.
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية