حكام جهنم

جبار فريح شريدة 

توجه الحكم في اغلب الدول هو التسلق على قمة الهرم في الدولة ومنه السيطرة والتحكم في امور البلد والعيش برفاهية الحاكم وحاشيته واسرته طول فترة البقاء في الحكم ,اما باقي الشعب فعليه العيش على "الفتافيت" البؤس والحرمان والفقر والتشرد والجوع .

يصاب الحاكم العربي بالبارانويا العظمى عندما يتسلق الى قمة الهرم ,وبعدها يشعر انه المختار الوحيد لهذه المكانة الرفيعة في البلد ,وهو لا يعلم ان اغلب حاشيته هم من المتسلقين والمنتفعين فيسمعونه المدح دون الذم ,كأنه اله منزل من السماء ,يتجبر ويتسلط يوم بعد يوم على ارقاب العباد ,نتيجة التصفيق  والقول الكاذب من المطبلين له .

المطبلين والمتسلطين ما هم الا ناس  مروا بتجربة في حياتهم يعوزها الحنان العاطفي نتيجة التربية الخاطئة ,فيكونوا وباء على شعوبهم وعون للظالمين لتعويض عقدة النقص.

ونلاحظ طيل فترة حكمهم تملئ السجون بالمتمردين ويهرب  المعارضين وتملئ الشوارع بالمتشردين وينتشر التخلف والجهل وهدر ثروات البلد

التسلط على رقاب الناس يأتي من الشيطان لسوء الاعمال لبني البشر ,خاصة على امة المسلمين التي اعزها الله باخر الانبياء ,فالقرآن الكريم نظرية متكاملة اعزها الله للإنسانية والعرب بالخصوص والخصوصية التي تأتي من ان القرآن الكريم نزل باللغة العربية وهي لغة العرب .

عدم ضبط النفس نتيجة سوء الانظمة السياسية والاجتماعية التي يتبعها الشعوب العربية فتنتشر بينهم انحرافات تثير غضب الله سبحانه وتعالى فيتسلط علينا فجار الامة .

اما الرحمة يهبها الله لمن يشاء ,الانبياء جميعهم ارسلهم الله رحمة للعالمين لتعديل السلوك البشري لمرضاة الله سبحان وتعالى ,فالفرق بين الانبياء والصالحين والفجار في ادارة شؤون الامة :

الانبياء يصلحون الناس وهذا هو هدفهم الاساسي لمرضاة الله ,اما الفجار هدفهم يحرفون الناس عن انسانيتهم لكي يبقوا مدة اطول بالحكم ,فهم يعيشون على الانحرافات السلوكية والاخلاقية ,فيعملون  بشتى الطرق لمنع الخيرات ان تصل للناس فيظهر دمار البلدان والجهل والعوز والفقر والجهل ,فيمطرون بالدانهم بالشعارات الكاذبة والرنانة لإدامة حكمهم المزيف .

اذا الحاكم الصالح او المتسلط الظالم ما هما الا نتيجة  المجتمعات لما تحويه من سلوكيات صالحة او منحرفة ,لهذا السبب  وعد الله الجنة للصالحين والنار للظالمين

وهذا ما لاحظ على حكام العرب المتسلطة على رقاب الناس ,فهم لا يأتون الا عن طريق المؤامرات الخارجية او التسلط فسقوط  الانظمة العربية اي ما يسمى "الربيع العربي " ظهرت المخلفات كثيرة لهم فظهور الحركات المتشددة والملحدة والمنحرفة ما هي الا نتيجة ظلمهم وتسلطهم وبقائهم فترة طويلة بالحكم .فهم يزرعون الكراهية ويزيدون الغل بين الشعب والامة الواحد وتزداد الفتن والنفاق ,فتكون الساحة مسرح للمنافقين والانتهازيين على حساب الشرفاء .