لا يصلح هذه الآمة إلا بما صلح به اولها
حامد الرعد
نعمة الستر :
خسران كل من فقدها ؟
كان في بغداد ايام زمان مكتبة اسمها مكتبة (مكنزي )قريبة من غرفة تجارة بغداد شارع النهر على رصيف المكتبة كان هناك ايضاً بما يسمى (بسطية ) بائع الجرائد ،
بائع الجرائد كان رجل كبير يتكلم اللغة الانكليزية ومن ضمن الجرائد في هذا المكان جريدة باللغة الانكليزية ما حفزني لشراء هذه الجريدة لتقوية لغتي الانكليزية ، المقصود ان هذا الشخص علمني درس اهم من اللغة الانكليزية واعتبره درس العمر كنت اسأله كيف حالك اليوم ، يجيبني بنعمة الستر ، كنت استغرب من هذه الاجابة ، فسألته لماذا الستر بالذات ؟
قال لأنني مستور من كل شيء فقلت له عن أي ستر تتحدث وحالك لا يسر احد وينقصك كثير مما تحب؟
وعندما شعر بغبائي بدأ يشرح لي
يا بني الستر أنواع :
- عندما تكون مريض لكنك تستطيع المشي فهذا ستر من ذل المرض .
- أذا عندك مبلغ بسيط وتقدر تنام وأنت شبعان فهذا ستر من ذل الجوع .
-عندما تقرأ صحيفة لم تنشر فضيحة لك فهذا ستر من ذل الخيانة
- عندما تتصل في أي وقت بأي شخص كان يعمل معك لتطمئن عنه ويطمئن عنك فهذا دليل حبهم لك وهذا ستر من ذل العزلة
- عندما تكون لديك اي وظيفة فهذا يمنعك من مد يدك الى نذل او حقير وهذا ستر من ذل السؤال
- عندما يبارك لك الله تعالى في مالك وتعيش بشرف فهذا ستر من سمعة الرشوة والسرقة واكل مال الغير
- عندما يكون لديك عائلة سمعتها طيبة يفتخرون بك أمام الناس لنزاهتك وهذا ستر من ذل الفضائح والإنكسار
اخيرا :
الستر يا بنيّ ليس بالحصول على منصب بالتزوير ولا بكثرة الفلوس وإنما الستر ستر النفوس وتذكّر عندما تكون نظيف وتمشي بين الناس وراسك مرفوع فانت تملك نِعَم يتمناها ملايين البشر .
وهذه هي بالذات نعمة الستر