وحدة الفكر العربي
عبد الكريم احمد الزيدي
ونحن نخص العرب بفكر ربما يختلف عن باقي الشعوب والأمم بمختلف اديانهم وقومياتهم ، فالعرب لم يكن وجودهم في الأرض عرضاً أو محض صدفة كما يظن البعض وكيف لا ؟ وقد اختارهم الله خليفة في الأرض يحملون رسالة الدين الذي اختار ليتم به صور عقيدة الإسلام وآثر أن يبعث منهم خاتم رسله ليكون للعالمين شاهداً ومبشراً ونذيرا ، ويختم بدعوته مكارم الاخلاق وحسن الأدب والتعامل ..
وهكذا كان الدين متمماَ لرسالة العرب في الأرض وزيادة لهم في التأثير والفاعلية والنفوذ بالرغم مما كان يشوب ويشوه هذه المفاهيم في جاهليتهم التي اجتمعوا عليها بكل ما تحمله من معاني الخلع والهتك والفجور ، كل هذه المعاني انقلبت إلى ثورة للحق وإعلاء لكلمة العدل والمساواة ونبذ كل صور الظلم والعبودية والإقصاء والتبشير بالهدى والنور والكمال ..
ولنا أن نقف عند هذا المشهد بوصف صوره ومعانيه والتسليم بأن المراد للعرب ليس المضي في العيش والحياة بسعي ومرور وإنما رسالة دنيوية للناس أجمع وتعليم وعظة وتحصيل ، وهذا لوحده هبة من الله ليكون للعرب دور أنساني وقدر يسوق إلى حق في التمثيل والرشد والطاعة والإتباع ..
وهذا ما جمع العرب وهم يفتحون البلاد التي جاورت مهد رسالتهم وينشرون بأخلاقهم وتعاملهم وعدالة قضيتهم ودعوتهم إلى التدبر والتفكير والنظر بعين الحكمة والدراية لأبعاد تجاوزت حدود سطوتهم وحقيقة قدرتهم في التغيير والتبليغ إلى ما هو أسمى وأرفع وأن ينتبه قادتهم لعمق وغور صميم رسالتهم وتمام مقاصدهم ورفعة شأنهم ووجودهم ..
وعلى هذا ولغيره فأن للعرب فكر يوحد كلمتهم ويجمع شتاتهم ويقوي عزيمتهم ويدفع برايات مجدهم لوحدة تسارع وتأخذ بأيديهم وتفرض واقعهم ليكون دورهم أكبر من شعارات اللغو والتباهي والتفاخر وتكون لهم ميزة وسطوة وإرادة حقيقية للتغيير وفرض الحق والسلام ..
......................................................................
العراق / بغداد