فوبيا المحامين
وليد عبد الحسين جبر
موّكلة مثقفة تخبرني أنّ لديها فوبيا من المحامين عبارة مدعاة للأسى تفسرها عبارة الأخوة المصريين «اولاد الحرام ما خلوش لولد الحلال حاكَة!!» وأنا أستمع لعبارتها تذكرت حواراً دار بين الزملاء قبل أيام في إحدى غرف المحامين لماذا يُسأَل المحامي عن جريمة إبرازه مستند مزّور والحال أن موكله من زوده به؟ ألم تصدر محكمة التمييز العراقية سابقا حكما تمييزيا عن عدم مسؤوليته عن ذلك؟. أقول وانطلاقا من جلد قاس للذات ، ألا تدعو هذه المخاوف وفقدان الثقة إلى مراجعة وضعنا المهني ومحاربة من يسيء لمهنتنا بوسائل الحرب كافة؟ لإننا سوية في سفينة واحدة وأي ثقب لها من أي منتسب لمهنتنا العظيمة يعود بالضرر علينا جميعا. مهما حاولنا وبادرنا لصياغة نصوص أو المطالبة بتعليمات أو اعمامات أو أحكام تحّسن من علاقتنا مع العاملين معنا في السوح ذاتها سوف لن تجد مجالها إلى التطبيق ما لمْ نرممْ علاقتنا معهم ونعيد ثقتهم بنا ، فالآخرين حكاما وموظفين وعدداً مختلفاً من الموكلين خائفون منا !
واجبنا التاريخي تجاه مهنتنا أن نؤدي دورنا ورسالتنا خير أداء ونعكس أجمل صورة عنها ونزيل هذه الفوبيا الدخيلة على وجودنا فهل يلجأ الناس إلينا إلا للاحتماء بنا ، فكيف يأمن الدخيل إذا شعر أن المحامي قد يبيعه لخصمه أو يبوح بسره أو يقّصر في عمله أو جاهل بأحكام القوانين التي تحكم النزاع؟ سؤولون عن رعيتنا ، لا مجال لتنصل أصغر محام من هذا الرعي فضلا عن أكبرهم فالمسؤولية تضامنية بين الجميع و يخفي رأسه كالنعامة من يظن أن هذا دور النقابة فحسب ، أكرر الكل مسؤول ومعني ومطالب وإلا بقي الحال على ما كان عليه أيها الزملاء..