الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جامع السلطان احمد أو المسجد الأزرق..  تحفة معمارية في قلب إسطنبول وأضخم المساجد في العالم

بواسطة azzaman

جامع السلطان احمد أو المسجد الأزرق..  تحفة معمارية في قلب إسطنبول وأضخم المساجد في العالم

 

رعد أبو كلل الطائي

 

جامع السلطان احمد ويعرف ايضاً بأسم الجامع الأزرق وجاءت هذه التسمية من قبل الأوربيين بسبب اللون الأزرق الذي يسطير على المسجد فضلاً على احتوائه للديكورات والإضاءات  الداخلية وما يزال يُعرف  بأسم المسجد الأزرق إلى اليوم بناه السلطان احمد الأول وهو أحد أشهر وأهم المساجد في مدينة إسطنبول الأوربية ويقع في ميدان السلطان احمد في البلدة القديمة ويقابله جنوباً مسجد آيا صوفيا الذي حوله اتاتورك إلى متحف ثم اُعيد مسجداً كما يقع شرق ميدان الخيل البيزنطي ويبعد عن ميدان تقسيم حوالي ١٥ كم وعن شيشلي حولي ٦،٤ كم ٠ والمسجد مذهل بحجمه ورائع في تصميمه وفخامته ليس في تركيا وإنما في العالم الإسلامي قاطبةً .ويحظى الجامع باعجاب واهتمام الكثير من الأتراك ومن السياح العرب والأجانب.وبناه اشهر المعمارين الأتراك  وهو الجامع الوحيد في تركيا الذي يحتوي على ست منارات مرتفعة تتوزع ثلاث منها إلى اليمين ومثلُها في الجبهة المقابلة وتُعد قبته واحدة من أروع وأعظم القباب في تركيا ٠

   قصة بناء الجامع

والطريف في قصة بناء الجامع هو كان محاولة من السلطان احمد لمحو أثر هزيمة جيوش الإمبراطورية في الجبهات الفارسية وجبهات إمبراطورية النمسا والمجر ولهذا أراد ان يكون أعظم من كل جوامع السلاطين المبنية سابقاً ليذّكره الناس ويبقى له أثر عظيم على المدينة بحيث لا يمكنه نسيانه على مر العصور

وكانت العديد من تلال إسطنبول في القرن السابع عشر الهجري مليئة بالمساجد التي تحمل أسم السلاطين فضلاً على ذلك كان لدى السلطان احمد رغبة غير مسبوقة في بناء جامع  للأمتنان لله فأمر بايجاد مكان مناسب لبناء المسجد فأختار الإمبراطور قصر عائشة سلطان الذي يطل على البحر وكانت المنطقة واسعة جداً وقريبة من قصر توبكاي ولم تكن المناطق المحيطة به مزدحمة ولهذا السبب كان المكان مثالياً لبناء المسجد ٠ويبدو إن كل ما في داخل وخارج الجامع الذي استغرق بناؤه سبعة اعوام واكتمل في عام ١٦١٦ ميلادية يُشكل تصميماً معمارياً لافتاً يجذب الأنتباه ويدهش البصر في جامع يروي قصصاً من التأريخ ومن الحضارة العثمانية وسُميَ المسجد على أسم السلطان احمد الأول الذي كان سلطاناً في وقت كانت فيه الإمبراطورية العثمانية في أوجها وكان المسجد بمثابة رمز لسلطة الإمبراطورية العثمانية ونفوذها واُحيط به معالم بارزة أخرى مثل مسجد آيا صوفيا  وقصر توبكاي ٠ويعتبر المسجد الأزرق مسجد السلطان احمد من أكثر الأمثلة الرائعة للعمارة الإسلامية في العالم يتميز بقبة مركزية والقبة مدعومة بأربعة اعمدة ضخمة وتصميم  قبته هذه متأثرة بتصاميم قبة الصخرة في القدس الشريف ويشتهر المسجد كذلك بماذنه الست وهي سمة نادرة للمسجد العثماني وتم تزيين المسجد من الداخل بتشكيلة مميزة من الزخارف المختلفة التي تتنوع بين الذهب وفنون النقش التي توسم بعض الآيات الكريمة وسماً متناهياً في الإبداع  والجمال كما تم تزيين المسجد من الداخل وخاصة الجزء الداخلي من القبة  بما يقارب من ٢١ ألف بلاطة ولكون معظم هذه البلاطات زرقاء اللون فقد أطلق عليه الأجانب المسجد الأزرق ٠

ويحتوي المسجد على العديد من المميزات البارزة بما في ذلك مآذنه الست وقبة مركزية كبيرة واعمال بلاط معقدة ويوجد داخل المسجد قبلة للصلاة ومحراب يشير إلى إتجاه مكة وعدة قباب صغيرة واشباه قباب والمسجد من الداخل على شكل مستطيل وتتوسطه قبة مركزية تُحيط بها أربعة أنصاف قباب كما إن كل ركن من أركانه مغطى بقباب صغيرة بها عدد كبير من النوافذة المُنفذة للضوء ٠ ويضم المسجد مكتبة  تأريخية مركزية ضخمة والعديد من المراكز الصحية والتعليمية وللمسجد خمسة أبواب ثلاثة منها تقود إلى داخل صحن المسجد واثنان يؤديان إلى مكان الصلاة وتتربع على قمته قبة رئيسية وثماني قباب صغيرة الحجم ٠

كما يحتوي القسم الداخلي للجامع على ٢٦٠ نافذة من الزجاج الملون فيما يُضاء بعدد كبير من الثريات المطلية بماء الذهب  والأحجار الكريمة والكريستال في حين تكتسي جدرانه الداخلية بأكثر من ٢٠ ألف قطعة سيراميك منقوشة يدوياً باللون الأزرق وفي اكثر من ٥٠ تصميماً يحمل نقوشاً مطرزة في غاية الروعة والجمال ولرغبة من السلطان احمد في ان يكون مسجده الأعظم والأكبر في السلطنة العثمانية جعله مطلاً على مضيق البسفور قبالة مسجد آيا صوفيا واستكمل بناؤه بسنة واحدة قبل وفاته ليوارى جثمانه في كنف مسجده وبعد الإنتهاء من بناء الجامع اقيم حفل افتتاح رائع حضره السلطان وبصحبته عدد من كبار مسؤولي الدولة وقدم مأدبة كبيرة للضيوف فيما افتتح المسجد بإقامة الصلاة فيه ٠

تأبطتُ مسودات اوراقي في محفظتي قاصداً مسجد السلطان احمد المشهور عند زواره كافة ولم يستغرق الوقت للوصول إليه من منطفة لايللي مكان اقامتي سوى عشرين دقيقة سيراً على الأقدام وعند الوصول اليه تشاهد روضة غناء من حدائق زاهية من انواع متعددة من الزهور مختلفة الألوان والأنواع اضفت المكان جمالاً وروعةً تكسوها اشجار معمرة باسقة سامقة  موزعةً بشكل دقيق سورت المسجد بتنسيق عالٍ في غاية الجمال وتتوزع فيها عدداً من الأكشاك والنافورات والمطاعم وتلوح امام انظارِكَ  السطوع الملون للمسجد الأزرق وجدرانه الفاخرة المزينة بالبلاط ومظهر أعمدة القرميد الزرقاء ومآذنه الست الموزعة في زوايا الفناء المحيط بالمسجد في حين ترى مشاهد من افواج الزائرين من السياح العرب والأجانب ومجاميع  من طلاب المدارس والكليات ومدرسيهم  قادمين من  إسطنبول والولايات التركية وهم منتظمين على شكل افواج جاءوا لزيارة المسجد والإطلاع على هذه التحفة العثمانية وسط إسطنبول  وهناك ثلاثة ابواب تقودك إلى داخل صحن المسجد واثنان إلى مكان الصلاة الذي يحتوي على محراب وقبلة تشير إلى اتجاه الكعبة المشرفة ٠

ويُبهركَ كثيراً حين تنظر إلى بلاط المسجد فهو باللون الأزرق الناعم الذي يغطي مساحات واسعة وشاسعة تصل إلى عشرات الألاف من الأمتار كما يُؤسرُكَ مشهد طبقات قباب المسجد ومآذنه الست الطويلة وتنبهر من منظر مئات الثريات المعلقة والملونة داخل المسجد التي أضفت هي الأخرى صوراً جمالية حلوة للمسجد من داخله وخارجه ٠

بعد انهاء زيارتي للمسجد الأزرق الذي يُعد اعجوبة العمارة والثقافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول وهو

أكبر مسجد بُنيَ على الطراز العثماني منذ اوائل القرن السابع عشر الميلادي وأشهر معلم سياحي في إسطنبول

هندسة معمارية

أقول : إن المسجد نصب تذكاري أنيق يتألق بجماله وهندسته المصقولة واضاءاتهِ وحجمه الذي هو مزيج من التأريخ الديني والثقافي ومزيج مثالي من الجماليات القوية  والاتقان المعماري وهيكل رائع يؤسر زوارهُ وهو مسجد إمبراطوري يحتوي على العديد من القصص وبُنية رائدة ذات هندسة معمارية جميلة كما إن المسجد هو اروع القطع في أفق إسطنبول في نفس الوقت هو أحد أهم رموزها وليس فقط مظهرها الرائع هو ما يجعلها رائعة إذ يحتوي المسجد الأزرق على العديد من الميزات المميزة التي تفضله عن المساجد الأخرى مثل كونه المسجد الأول بست مآذن وإن زيارتك إليه ستكون في طريق زيارة العديد من المعالم في إسطنبول فمثلاً جامع آيا صوفيا يقع أمامه وعلى بعدِ امتارٍ منه

وإذا كنت تخطط للذهاب إليه فقط للزيارة فمن الأفضل إختيار الأوقات البعيدة عن أوقات الصلاة وانصح بالذهاب اليه في الفترة ما قبل صلاة الظهر ببضع ساعات أو بين صلاتي المغرب والعشاء ويبدأ موعد زيارة المسجد للسواح عامةٍ في الساعة الثامنة والنصف صباحاًولغاية الساعة الرابعة والنصف عصراً ويمكن للزوار ان يروا داخل المسجد فقط بين أوقات الصلاة ويطلب من الزائرين ارتداء الملابس المناسبة وخلع احذيتهم أثناء الدخول ويقدم المسجد اوشجة وتنانير طويلة للسيدات واكياس بلاستيكية للاحذية ولا توجد رسوم دخول أو حجز للمسجد وإذا كنت في مكان قريب ولا يوجد صلاة في المسجد تتوفر جولة إرشادية في المسجد مجاناً بإستخدام بطاقة إسطنبول الإلكترونية .

 وإن جو المساجد التي بُنيَت  في العهد العثماني يُذكرُنا  بالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة .

 

 


مشاهدات 127
أضيف 2024/09/10 - 12:48 AM
آخر تحديث 2024/09/14 - 3:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 335 الشهر 5599 الكلي 9994221
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير