كرمنشاه- سنندج – همدان

رحلة إيران في عطلة العيد

همدان - حمدي العطار

لو كنت اخطط لنفسي رحلة  فيها هوية مناطقية لإيران المتعددة الهويات ، لكانت رحلتي مع احفادي ستكون (سنندج- كرمنشاه- إيلام) لهذا الشريط الحدودي مع العراق هو يخص المكون الكردي ، وهو يحاذي محافظات العراق (السليمانية وخانقين والكوت) ولكنت بدأت الرحلة من سنندج نزولا الى كرمنشاه وصولا الى إيلام، وبذلك يكون دخولي من منفذ المنذرية العراقي الى خسرو الايراني وعودتي من منفذ مهران الايراني الى زرباطية العراقي، لأن المسافر يبحث عن الراحة وهذا المسلك يوفر له ما يريد!

منفذ المنذرية

لكن لشركات السياحة مسلك آخر له علاقة في حجز الفنادق ولا يخلو من مفاضلة الارباح على راحة المسافر لذلك اضطررنا ان نتعب احفادي في برنامج قد لا يتحمله الكبار! على الرغم ان الشركة السياحية كان ‘اعلانها ان الرحلة ستبدأ من (سئنندج الى همدان وصولا الى كرمنشاه) ولكننا عندما بدأت الرحلة ووصولنا الى منفذ المنذرية تم اعلامنا ان الكروب السياحي سيتم قسمه الى قسمين القسم الاول يطبق البرنامج المقرر (سنندج - همدان – كرمنشاه) اما القسم الثاني ومن سوء حظنا كان نصيبنا مع هذا القسم فسيكون برنامجنا (كرمنشاه – سنندج- همدان) وبذلك كان التعب والارهاق على احفادي الذين لا ينامون في السفر ! وهذه سلبية تسجل على شركة السياحة فضلا عن سلبيات اخرى كثيرة تم التطرق اليها في تقاريرنا عن هذه الرحلة منها :

( استخدام سيارات غير صالحة للنقل الخارجي بسبب ضعف التبريد مع الجو الحار وقت الظهيرة- والاقامة في فنادق بلا نجوم اصحابها بخلاء جدا ولا يهتمون في توفير متطلبات الراحة من وجود مصاعد ونظافة الغرف التي غالبا ما تكون غير صالحة للسكن! تجاهل اهمية المعلومة التي يجب ان تكون لدى السائح اول بإول فلا يبلغ الى اي جهة سوف يتم التوجه اليها ولا يملك الكايد اية معلومة عن الوقت الذي ستبدأ بها حركة السيارات  وعدم الالتزام بالوقت المعلن !وكذلك الوقت المستغرق بالرحلة وغالبا لا تتوفر ابسط الأشياء التي يحتاجها المسافر مثل (الماء البارد ) وفي الاعلان عن الرحلة يعلنون ان الشركة ستوزع ( العصاير والفواكه) والباصات (لرجال الاعمال)! نحن ننصح شركات السياحة اذا كانت تفكر بالارباح فلا يكون في عدم تقديم الخدمات للمسافرين لأنهم سوف يخسرون الزبائن ولم يسافر معهم من يخوض مثل هذه التجربة لكن بكسب رضا الزبون حتى يروج لهم ويسافر معهم دائما  ولتكن الاسعار مناسبة والخدمة كما يعلن عنها افضل من (أسعار رخيصة) و( خدمات غير جيدة)!كذلك عدم اعتماد اختيار المطاعم في الطريق على مشورة السائق الذي غالبا ما يتفق على عمولته ! بل على اصحاب الشركات السياحية ان تعمل معاينة للطرق الخارجية التي سوف تمر بها الرحلة والتفاهم مع اصحاب المطاعم والاتصال بهم مسبقا بإن الشركة سوف ترسل لهم كروب سياحي متكون من 30 مسافر مثلا حتى المطعم يجهز نفسه لهذا العدد ولا يجري توقف الباصات لعدة مرات ويكون  المطعم اما ليس لديه وجبات طعام كافية لهذا العدد او انه مغلق في وقت وصول الباص! كما ان بعض المطاعم تتصرف بغرابة فالاسعار غالية و الكميات قليلة جدا فالمرق يوضع بكاسة صغيرة جدا !)لا ترى بالعين المجردة!!

نقدم هذه الرؤية نتمنى ان تؤخذ من قبل شركات السياحة ولا يشعر السائح بإنه قد ضحك عليه بالسعر الرخيص والاعلانات المزيفة! فهي تخلق مشاكل للسائح الذي يريد ان يرتاح وللشركة السياحية التي تريد : اولا: تكسب الزبون وثانيا :ان تربح وتستمر في اعمالها، وعلى هيئة السياحة عمل ورشة تثقيفية حول ما تم ذكره وتوفير الدعم للشركات السياحية لتشجيعهم على تقديم افضل الخدمات، والابتعاد عما يسبب الاحراج للعوائل من خلال تقديم الاغاني الهابطة وبالصوت العالي! ويتم تقييم شركات السياحة  من قبل هيئة السياحة التي تزج بعناصر ها في هذه الرحلات من دون ابلاغ شركات السياحية بمهمة هذه العناصر التي تقيم عمل الشركة مهنيا ! وتكريم من يلتزم بهذه الشروط ومعاقبة من يسيء لمفهوم السياحة ويضايق المسافرين حتى لا نسمع السائح يقول (هذه اخر مرة اسافر مع هذه الشركة)!!

*اليوم الاخير من الرحلة

في اليوم الاخير لرحلتنا (رحلة الاحفاد) توجهنا  الى   الكهف وتبلغ مساحته 11 كم والمكتشف منه 3 كم فقط مغارة (علي صدر) وهو اكبر كهف مائي في العالم !  ويقع على مرتفعات القرية القريبة من قرية علي صدر ،  ويبعد 75 كم عن همدان بإتجاه غرب المدينة  في سلسلة جبال زاغورس وعلى أرتفاع 1980 م ، ولا يدخل الى هذا الكهف النور ويمتاز بالمساحة الواسعة وليست فيه كائنات حية اذ يبلغ عمق الماء فيه من 4 الى 14 م، المياه فيه باردة جدا وهي صافية وعذبة لا طعم فيها ولا رائحة، ويمكن رؤية قعرها حينما يسلط عليها الضوء، عمر المغارة يرجع إلى مليون سنة وأجرة الدخول الى المغارة للسائح الاجنبي 500 تومان ما يعادل 12.500 دينار عراقي بينما اجرة الدخول للايراني أقل من نصف هذا المبلغ! تم اكتشاف هذه المغارة من قبل 16 شخص من هواة تسلق الجبال قبل 50 سنة وذلك من خلال رؤية شق في حافة الجبل وأخذوا بالحفر وصولا إلى بوابة كبيرة تفضي إلى المجهول  وكان ذلك عام 1976 ، وما موجود في المغارة طبيعي 100 بالمئة .قبل الدخول للمغارة هناك صالة استقبال كبيرة تدقق بالتذاكر وتسلم النجادات

قبل  ركوبنا بالقوراب ونحن نلبس النجادات خلق جوا من المرح والسعادة لإحفادي للتمتع بجمال الطبيعة والتحف الفنية التي جادت في هذا المكان،وهناك اشكال تسحر السائح وتعبر عن الحيوانات المتنوعة واستغرق وجودنا في المغارة لجولتين بالقوارب حوالي ساعتين!لم ارغب اخافة احفادي فإي غلط للقارب ان يدخل في محل غير مكتشف نضيع لذلك من يقود القارب يعمل في المغارة ويجلس احدنا بجانبه كما توجد قوارب انقاذ تحافظ على النظام وتطبق التعليمات  والارشادات المكتوبة بالفارسي وباللغة الانكليزية – كان احفادي يقراؤونها باللغة الانكليزية ويسالون عن المعنى (ممنوع  التدخين- ممنوع الحديث بصوت عالي- ممنوع الحركة لتجنب السقوط بالماء- ممنوع لمس اي شيء يخص المغارة)

شارع عريض

الجولة الاخيرة كانت في وقت الغروب وهي جولة في «خيابان ابن سينا «وهو شارع يرتبط بميدان الامام الخميني وفيه محال لجميع انواع السلع والحاجيات والمطاعم ومحال بيع المرطبات و الفالودة و الموطا و المعجنات .وهو شارع عريض  مخصص للتسوق ولا يحق للسيارات او الدراجات النارية الدخول الى هذا الشارع فهو للمشاة فقط ! تجولنا فيه والتقطنا الصور لإحفادي مع التماثيل التي تجسد المهن (الحلاقة والنداف وغيرها) وتناولنا البيتزا  والمعجنات والفلافل وشربنا القهوة التي تعمل على الرمل الساخن!

الخاتمة

همدان مدينة تاريخية ذات ثقافة غنية ولديها العديد من الإماكن التي تستحق الزيارة، غالبية السكان من الفرس وهناك وجود الكرد فيها على حدود كرمنشاه ومن وأقليات أخرى زرادشتية ويهود ومسيحين  ومن المعالم السياحية والتاريخية  والحضارية التي يجب زيارتها عندما تكون في رحلة لعدة ايام وليس مثلنا يومان فقط هي  :- « مرصد ابن صلاح الهمداني(الفلكي)- مقبرة بابا طاهر عريان (شاعر ومتصوف)- مقبرة أبو علي سينا – (من أعظم العلماء  والأطباء)- هكمتانة – (مكان تاريخي يعود تاريخه الى العصر الميدي وهو أول مركز حكومي في إيران)- مسجد الجامع- (بداية شارع اكباتان قرب ساحة الامام الخميني وهو مكان مناسبا للتعرف على ثقافة تاريخ همدان)- قبة علويان –( القبة الجميلة والتاريخية ) وتعد من روائع العمارة في همدان بعد الاسلام وسجلت في قائمة الاعمال الوطنية وتم دفن العديد من شيوخ عائلة عليوي)- نقش شامة – ومعبد مردخاي اليهودي – ومعبد الزادشتي – والكنيسة القديمة وغيرها )

وانا اطالب فريق لاماسو ان تكون رحلتنا الاولى للفريق الى  إيران هي (همدان).

انتهت رحلتنا – رحـــــــــلة احفادي الى ايران- في عطلة العيد . وكل عام وانتم ايامكم سعيدة.