الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصة الراشدي الذي تلقاه رئيس جامعة بغداد من تلميذه

بواسطة azzaman

قصة الراشدي الذي تلقاه رئيس جامعة بغداد من تلميذه

جواد الرميثي 

 

الدكتور عبد الجبار عبد الله  (1911- 1969 ) هو عالم فيزياء عراقي من مواليد قلعة صالح في محافظة ميسان عام 1911 وحاصل على شهاة الدكتوراه في الفيزياء من معهد مساتشوست للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الامريكية وثاني رئيس لجامعة بغداد (1959) وشغل منصب استاذ في جامعة كولورادو وجامعة نيو يورك وحاصل على اعلى وسام في الولايات المتحدة الامريكية ( وسام العالم ) من قبل الرئيس الامريكي ( هاري ترومان ) .

كتب احد الذين اعتقلوا اثناء انقلاب 8 شباط 1963 وهو الأستاذ طالب محمود علي (خريج جامعة لندن بمرتبة الشرف في الرياضيات) والذي حشر في احدى الزنزانات الصغيرة التي ملئت بالمعتقلين من شتى المستويات ، يقول :

مكانة علمية

تعرفت على الدكتور عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم بوصفه احد المعتقلين معي في الزنزانة، وكنا نجلس واحداً جنب الآخر وظهورنا مستندة الى الحائط وبهذه الوضعية كنا ننام ايظا كل يوم حيث لا مجال للحركة فيها نهائياً ، لم استطيع يوما ان ارفع عيني في مواجهة عين الدكتور عبد الجبار عبد الله لما له من مكانة علمية وشهرة عالمية ، وكنت اختلس النظرات واشاهده يغوص في تفكير عميق ثم تنهمر الدموع من عينية، استثمرت في احد الايام فترة اخراجنا لدورة المياه وجلست بجانبة ، وبعد ان القيت عليه التحية وعرفته بنفسي  ، وانا خجل من كل كلمة اتحدث بها اليه، وبعد ان توطدت الصداقة بيننا ، سألته يوما عن سبب انهمار الدموع من عينيه  ، قال « كان في قسم الفيزياء الذي ادرّس فيه طالبا فاشلا ،  حاولت مرات عدة مساعدته كي يعدل مستواه الدراسي ، لكن ذلك لم ينفع معه ، ومع ذلك عاونته.في يوم 14 رمضان 1963 جاءت مجموعة من الحرس القومي لاعتقالي من بيتي, تعرفت من بينهم على طالبي الفاشل بسهولة، وطلبت منهم امهالي دقائق عدة لكي ابدل ملابسي واذهب معهم ، وانا اعرف انه ليس لدي ما احاسب عليه. بدلت ملابسي وخرجت لهم، وفجأة ضربني تلميذي صفعة قوية (راشدي) افقدني توازني وكدت اسقط على الأرض وقد استخدم عبارة (اطلع دماغ سز) ولم يكتف تلميذي بذلك وانما مد يده بجيب سترتي واخذ مني ما موجود فيها ومنها القلم الحبر الذي اعتز به ولم يفارقني ابداً، وهو من الياقوت الأحمر هدية من استاذي العلامة المشهور البروفيسور البرت انشتاين استخدمه لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلبتي فقط ، هذا هو سبب حزني وانهمار دموعي كلما تذكرت هذا الحادث . ومما يذكر ان البروفيسور عبد الجبار قد هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية بعد الافراج عنه وعمل استاذا في نفس المعهد الذي كان قد تخرج منه سابقا  (مساتشوست ) مع اربعة طلاب اخرين تتلمذوا على يد العالم انشتاين .

 

 


مشاهدات 285
الكاتب جواد الرميثي 
أضيف 2024/06/15 - 3:27 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير