الأعظمية والكريعات تفزعان بحثاً عن غريق من أهالي المثنى

بغداد - ندى شوكت

يستمر ذوو الشاب حسين السماوي، القادم من محافظة المثنى، بالبحث عن فقيدهم لليوم السادس على التوالي في نهر دجلة عند منطقة الكريعات والأعظمية، بمساعدة الأهالي وفرق الغواصين والمتطوعين، الذين شمروا عن سواعدهم وواصلوا الغوص في المياه العكرة، على أمل العثور على جثته وإعادة الطمأنينة لعائلته وأهالي مدينته. وقال شهود عيان أمس الاثنين إن (قوارب الإنقاذ والغواصين، يواصلون الغوص في أعماق المياه، برغم التيارات القوية والمياه العكرة، بحثاً عن جثة الشاب الغريق الذي اختفى فجأة تحت سطح النهر، تاركاً خلفه صدمة ووجعاً في قلوب عائلته وأهالي مدينته)، وأضافوا إن (فرق الدفاع المدني والمتطوعين، لم تهدأ منذ لحظة الغرق، حيث يواصلون عملهم على مدار الساعة، مدفوعين بنداءات الأم والأب الذين يقفون على ضفة النهر، يرفعان أيديهما للسماء، راجِين أن تعود إليهما جثة ابنهما ولو بلا روح)، وأوضح الشهود إن (أهالي السماوة نصبوا سرداق عزاء مؤقت، يجلسون فيه منذ أيام عدة، يراقبون المياه بعيون تملؤها الرجاء)، مؤكدين إن (أهالي أحياء الكريعات والأعظمية والكاظمية والمناطق القريبة، حاملين معهم الطعام والملابس والمياه لأهل الفقيد، في مشهد يعكس التضامن الاجتماعي في أصدق صوره ويظهر التلاحم بين العراقيين في أوقات الشدة)، وأشاروا إلى إنه (خلال الأيام الماضية، تم العثور بالصدفة على ثلاث جثث لشباب غرقوا في فترات سابقة ولم يبلغ ذووهم بمصيرهم بعد، ما زاد من رهبة الموقف وحجم الحزن الذي يخيم على المكان، غير أن الأمل ما زال موجوداً للعثور على حسين، ولو بعد طول انتظار). من جانبه، قال أحد المتطوعين (نزلت إلى عمق 16 متراً تحت الماء، لكننا لم نعثر على شيء حتى الآن، فتيارات النهر قوية جداً والمياه عكرة للغاية، ومع ذلك لن نتوقف عن البحث، فالكل هنا يعمل من أجل طمأنة الأم والأب). ويجلس والد حسين بصمت عند حافة النهر، وهو يحدق في الأفق، في ما تمسح والدته دموعها بصبر لا يشبه إلا صبر الأمهات العراقيات.