الجدار الأوربي وملامح الحرب العالمية الثالثة
عبدالوهاب الساعدي
التطور الهائل في التسليح والأمن السيبراني والذكاء الأصطناعي الذي يتقدم بسرعة مضطردة عالميآ، نتج عنه ثقة بزيادة القوة التدميرية للاهداف وبدقة عالية ،كذلك تعزيز القدرة على انتخاب الاهداف المهمه والحساسة جدآً . يقابل ذلك ضعف القدرة الدفاعية تجاه تلك الهجمات ، وهذا ما يحدث في الحرب الاوكرانية - الروسيه، وحرب الـ12 يومآ بين ايران واسرائيل ..يُقسّم العالم حاليآ الى عدة قوى مؤثرة ،هي:
[الناتو، الصين، روسيا، كوريا الشمالية، الهند، الباكستان، ايران، اسرائيل] هل ستقاتل هذه الدول بشكل منفرد، أو ستتمكن من تشكيل تحالفات؟ هناك عدة أحتمالات بشأن تشكيل تحالفات، مثال :
اولاً: روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران ،ضد حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة.
ثانيا: الناتو ضد روسيا مع حياد الدول الاخرى.
ثالثا: الناتو ضد الصين.
رابعآ: الناتو ضد كوريا الشمالية.
خامسآ: أمريكا وأسرائيل ضد ايران.
سادسآ: الهند ضد الباكستان.
اخطر هذه الإحتمالات إذا سمحت الظروف والتحديّات بتشكيلها، هو الاول ، والاكثر إحتمالآ هو قيام الثاني والخامس.
منظومة دفاعية
في الوضع الراهن يسعى «الناتو» لانشاء منظومة دفاعية ضد 'روسيا'، تشمل عدة طبقات لحماية الاجواء والاراضي من الهجمات الروسية ، وبالتأكيد في خضم هذه العمليات الحديثة تكون قدرة المهاجم أكبر من حيث التأثير على المدافع ،وأقل الكلفة ، وزيادة التأثير.
تشمل هذه المنظومة الدفاعية، الرصد والاستطلاع والتشويش والقدرة على التدمير ،وذلك عبر توظيف الأمن السيبراني والذكاء الأصطناعي من خلال تمكين كافة البيانات بدقة عالية جدا وحماية الاهداف الحساسة ، ولكن هذه العمليه تحتاج الى وقت طويل وأمكانيات عالية جدآ، علمآ ان التفـوق سيكون من نصيب القوى التي تتمكن من تطوير قدراتها بشكل اسرع وأدق للطائرات المسيرة والصواريخ البعيدة المدى ،والمقصود بالتفوق هو قدرة الوصول إلى الاهداف بسرعة ودقة عاليتين وقوة تدميرية اعلى.
السؤال الذي يُطرح هنا بإهتمام: هل نشهد إنتقالة وتحوّل عبر التخلّي عن العنصر البشري والقوات التقليدية في الحرب الحديثة؟
واقع التحديات الأمنية الحالي على مختلف أماكن الصراع يمكن تلخيصه بالآتي :
1- الحرب الروسية - الاوكرانية
ستستمر على وتيرته الحالية، كون لايوجد تفوق لطرف على حساب الاخر حاليآ ، على وفق نسبة التعادل التقريبي من جهة استخدم الطرفين لعوامل الامن السيبراني والطائرات المسيرة والذكاء الأصطناعي ،مع نسبة هامش متباين تمكّن أي طرف من تحقيق مكسب معين على حساب الآخر.
2- ايران اسرائيل
تمتلك إيران القوة الصاروخية المتقدمة وأمكانية للطائرات المسيّرة ،ولكن ليس بمستوى القوة المتكافئة مع طرف المواجهة الآخر.
وهي لاتمتلك القوة الجوية الفعّالة، وليس لها الإمكانية المتطورة في التعاطي مع الامن السيبراني واستخدام الذكاء الأصطناعي ،إذ تكاد تكون محدودة في هذه المجالات المهمة كما هو معمول فيه في الغرب.
اما إسرائيل فأنها تمتلك قوه جوية متقدمة ، ولها توظيفآ متقدمآ هائلآ ومتسارعآ في مجالات الامن السيبراني والذكاء الأصطناعي ،وهي تسعى بمساعدة أمريكا والغرب لإستغلال هذه الموارد لتجميد قدرات ايران الصاروخية. بحسب المؤشرات المتوفرة تنتظر إسرائيل إكتمال برنامجها الدفاعي والهجومي لكي تشرع بشن الحملة الثانية للحرب على إيران ومتوقع أن لايتعدى شنّها فترة الـ 3 أشهر القادمة.
3-الصين : لاتسعى الى الدخول في حرب ولاتكون حليفة لأي طرف بصورة مباشرة في الوقت الراهن.
4-كوريا الشمالية: تسعى لفرض قوتها، ولكنها غير مؤهلة للحرب ضد الناتو .
5-الهند والباكستان: ليس لديهما القدرة والرغبة في الدخول بأية حرب حاليآ، وذلك رغم التقارب الباكستاني السعودي وعقد اتفاقية دفاع مشترك بينهما
1-ونتيجة لهذه التطورات المتسارعة والسعي لتحقيق المصالح ورسم خرائط جديدة، وفرض الهيمنة وزيادة النفوذ، ونظراً للخروقات التي حدثت أخيراً من قبل روسيا ضد بعض الدول الأوربية، قررت هذه الدول انشاء منظومة دفاعية ضد التهديدات الروسيه وهذه المنظومة ستتكون من 3 ارتفاعات وكالآتي:
أ - الارتفاعات الواطئه ضد الطائرات المسيرة
ب -الارتفاعات المتوسطة ضد الطائرات المقاتلة والصواريخ متوسطة المدى
ج-الارتفاعات العالية ضد الصواريخ الفرط صوتية .
علما ان طول الحدود المطلوب تأمينها تتراوح 5800 كم - 6000 كم ، وسيكون على هذه المنظومة إستخدام الغارات المسيرة لأغراض الرصد والاستطلاع والتشويش الالكتروني.. معتمدة في ذلك على الذكاء الاصطناعي لغرض تحليل البيانات وارسالها بالدقة العالية وبالوقت المناسب.
والتساؤلات المطروحة في هذا السياق كم يحتاج إعداد هذه المنظومة من الوقت والتمويل لإنجازها؟
وهل هذه المنظومة قادرة على تأمين الدفاع الجوي لجميع دول اوربا؟
سباق تقليدي
بالتأكيد هناك سباق تقليدي بين الهجوم الجوي والدفاع الجوي منذ القرن الماضي والى وقتنا الحاضر..
وكما تطورت القوة الجوية هناك تطور في مجالات الدفاع الجوي، ولم يحسم هذا الجدال في هذا المضمار، وخاصة في الدول العظمى والدول المصنعة لهذه الأسلحة .
وحسب وجهة النظر العسكرية فأن هذه المنظومة تحتاج الى عدد كبير من الطائرات المسيرة التي تغطي الحدود ومنظومات قيادة وسيطرة للمتابعة ورد الفعل المناسب في الوقت المناسب.
على ان المهاجم يمتلك المبادأة والمباغتة في الوقت والمكان ، لابد ان تكون هذه المنظومة متكامله بحيث تستطيع ان تتنبئ بالوقت والمكان الذي يتم أستهدافه، وكذلك اماكن تواجدها قبل الانطلاق لكي تتم معالجتها وهذا هو السباق بين الطرفين وستكون النتائج مثمرة في المستقبل القريب والبعيد للطرف الذي يستند على الامن السيبراني والذكاء الإصطناعي بالشكل الفعال.
□ فريق أول ركن