تحرير الإقتصاد

جواد العطار

كان الاقتصاد العراقي ولا يزال رهين الريعية والاعتماد شبه الكامل على واردات النفط دون القدرة على التغيير وتنويع مصادر الدخل رغم المحاولات المتكررة للحكومات السابقة والحكومة الحالية لتحقيق ذلك دون جدوى بسبب عمق المشكلة وتجذرها في القطاعات المختلفة الزراعية والصناعية وحتى التجارية التي لم تستطع الخروج من دائرة الكماليات واستنزاف العملة الصعبة للبلد في الاستيراد. ان تحرير الاقتصاد من القيود الطويلة ليس بالمهمة اليسيرة او العاجلة او انها تعتمد في الحل على القرار السياسي مثلما يفعل ترامب وفعلها قبل ايام بفرض الرسوم الكمركية على كل الواردات الصناعية إلى امريكا ومن مختلف دول العالم ، وأن كان يعمل وفقا لمعطيات قوة اقتصاده وتنوع مصادره وعظم ثروات بلده ، فإننا نستطيع أن نعمل ذلك أيضا لكن وفق سياق مختلف. ان واردات مبيعات النفط العراقي لا تزال تذهب إلى الفيدرالي الامريكي ثم تعود وفق ضوابط محددة إلى المركزي العراقي ، وأن كانت هذه الآلية مخرجا للعراق عام 2004 في زمن سلطة الائتلاف المؤقتة وقرارات بريمر للالتفاف على البند السابع والعقوبات التي كانت سارية آنذاك ، فان العراق اليوم خارج البند السابع ولا تشمله اية عقوبات اقتصادية ولا يعتمد النظام المركزي... فلماذا يبقى تحت الحماية الاقتصادية الأمريكية؟ وهو بلد ذو سيادة!!!. سؤال يحير الجميع ، لماذا لا نخرج من المظلة الاقتصادية الأمريكية التي لا تعرف صديق او حليف في عهد ترامب او غيره ، فبالامس القريب يعلن امريكا العظيمة وقبل شهرين يعلن تحرير الاقتصاد الامريكي بما سماه «يوم التحرير» والأربعاء الماضي يعلن ما سماه « استعادة ثراء امريكا « دون أي حساب للاخرين... فمتى يصحو ساسة بلدنا ويحرروا اقتصادنا من سطوة ترامب؟ الذي هدد علانية قبل نهاية ولايته الاولى بمصادرة الاموال العراقية في الفيدرالي الامريكي والتي كانت تقدر ب 35 مليار دولار. ومتى ننهي هذه الالية الظالمة مع الفيدرالي الامريكي؟. ونوقف تلاعبه بمعايش الناس وثروات بلادنا دون أدنى وجه حق.