الإستفزاز والرد الإيجابي
عبدالهادي البابي
إن الكثير من الناس يتعرضون للإستفزاز وذلك من خلال وجودهم وإحتكاكهم بالناس والمجتمع ويكونون عرضة له في كل لحظة من لحظات حياتهم ، فالإنسان يتعرض للإستفزاز في البيت وفي الشارع وفي السيارة وفي الدائرة و في السفرو في الحضر .. يتعرض لذلك في كل مكان ، وهو ربما يُستفز في كل هذه المواقف ، وهذا الإستفزاز يولّد لديه رغبة في الرد ، فإما أن يكون الرد إيجابياً أو أن يكون سلبياً ، وفي الحالتين ( الرد السلبي و الإيجابي ) تترتب عليه آثار مهمة وخطيرة ، حيث أن رده الإيجابي أو السلبي هو الذي يحدد الإطار العام لشخصيته في المجتمع..
و الرد الإيجابي لا يصدر إلاّ من عباد الرحمن.. [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا]..لأن علاقتهم بالمجتمع و بالطبيعة علاقة رحمة و شفقة لاعلاقة إنتقام و نقمة ، فتراهم لايردون الإساءة بالإساءة بل يردون الإساءة بالإحسان ..حيث يتحقق من ذلك عدة أهداف إنسانية مهمة منها :
إن هذا الإنسان لم يرد الإساءة بمثلها ، و بقي على حاله في حلمه و تدينه و تكرمه و أخلاقه ، ولم يخرج من هذه الفضائل و المكارم .
ومنها أيضاً قد ينعكس هذا الرد الإيجابي إنعكاساً سريعاً على الطرف المقابل ( الطرف الجاهل ) فانه ربما يشعر بالخجل لعدم رد المؤمن عليه بنفس الطريقة و ربما يهتدي الى طريق الهدى و الصلاح .
فعلينا ونحن نعيش أيام الشهر الفضيل أن نركز حياتنا الإجتماعية على هذا الأساس ،وأن نجمد أعصابنا ،ونفتح قلوبنا لجميع الناس ..وإذا أردنا أن نرد ، أن نرد برفق وعقل ،بحيث نقطع الطريق على المستفز فلانعطيه الفرصة لتصعيد موقفه والإستمرار بأستفزازه ،ولتكن كلمتنا معه [إذا كانت بواسطة الإعلام أو المناظرة المباشرة أو إطلاق الشعارات والمطالبات]... لتكن بطريقة لطيفة ومرنه ومهذبة،حتى نجعل المقابل بالنتيجة يفهم موقفنا ، فيكون رده علينا رداً إيجابياً ، مما يخلق عند جميع الأطراف مناخ التفاهم والوصول إلى النتائج الإنسانية الطيبة..