الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإستفزاز والرد الإيجابي

بواسطة azzaman

الإستفزاز والرد الإيجابي

عبدالهادي البابي

 

إن الكثير من الناس يتعرضون للإستفزاز وذلك من خلال وجودهم وإحتكاكهم بالناس والمجتمع ويكونون عرضة له في كل لحظة من لحظات حياتهم ، فالإنسان يتعرض للإستفزاز في البيت وفي الشارع وفي السيارة وفي الدائرة و في السفرو في الحضر .. يتعرض لذلك في كل مكان ، وهو ربما يُستفز في كل هذه المواقف ، وهذا الإستفزاز يولّد لديه رغبة في الرد ، فإما أن يكون الرد إيجابياً أو أن يكون سلبياً ، وفي الحالتين ( الرد السلبي و الإيجابي )  تترتب عليه آثار مهمة وخطيرة ، حيث أن رده الإيجابي أو السلبي هو الذي يحدد الإطار العام لشخصيته في المجتمع..

و الرد الإيجابي لا يصدر إلاّ من عباد الرحمن.. [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا]..لأن علاقتهم بالمجتمع و بالطبيعة علاقة رحمة و شفقة لاعلاقة إنتقام و نقمة ، فتراهم لايردون الإساءة بالإساءة بل يردون الإساءة بالإحسان ..حيث يتحقق من ذلك عدة أهداف إنسانية مهمة منها

إن هذا الإنسان لم يرد الإساءة بمثلها ، و بقي على حاله في حلمه و تدينه و تكرمه و أخلاقه ، ولم يخرج من هذه الفضائل و المكارم .

ومنها أيضاً قد ينعكس هذا الرد الإيجابي إنعكاساً سريعاً على الطرف المقابل ( الطرف الجاهل ) فانه ربما يشعر بالخجل لعدم رد المؤمن عليه بنفس الطريقة و ربما يهتدي الى طريق الهدى و الصلاح .

فعلينا ونحن نعيش أيام الشهر الفضيل أن نركز حياتنا الإجتماعية على هذا الأساس ،وأن نجمد أعصابنا ،ونفتح قلوبنا لجميع الناس ..وإذا أردنا أن نرد ، أن نرد برفق وعقل ،بحيث نقطع الطريق على المستفز فلانعطيه الفرصة لتصعيد موقفه والإستمرار بأستفزازه ،ولتكن كلمتنا معه [إذا كانت بواسطة الإعلام أو المناظرة المباشرة أو إطلاق الشعارات والمطالبات]... لتكن بطريقة لطيفة ومرنه ومهذبة،حتى نجعل المقابل بالنتيجة يفهم موقفنا ، فيكون رده علينا رداً إيجابياً ، مما يخلق عند جميع الأطراف  مناخ التفاهم والوصول إلى النتائج الإنسانية الطيبة..

 

 


مشاهدات 31
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/04/05 - 12:36 PM
آخر تحديث 2025/04/05 - 8:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 71 الشهر 4048 الكلي 10584695
الوقت الآن
الأحد 2025/4/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير