مفتن ومائدة الرحمن

رحيم الدراجي

إن من رسائل هذا الشهر الفضيل التي يدعونا فيها الباري –عز وجل- إلى ترسيخها، وتعزيزها، هي التعاون والتعاضد والتآزر، وتقوية العلاقات وإن نفرت، فضلًا عن الإصلاح تحت عناوينه ومسمياته كافة.

ومن أهم ما تتجلى فيه رمزيات هذا الشهر العظيم، هي «موائد الرحمن»، هذه الموائد التي تعبر عن أصل محوري تدور حوله أغلب حروف هذه اللفظة –بحسب علماء اللغة-، فالميم توضح معنى الامتساك، والدال فيها تكشف عن احتباس وامتداد، ومن أقوى الدلالات عليها هي دلالة القوة.

أسوغ هذه السفسطة بمعناها الأول عند فلاسفة اليونان، لأدخل صُلب ما أريد الإشادة به، والثناء عليه. كما أدعو الآخرين من مسؤولينا للاحتذاء به.

إن هذه التقاليد الرمضانية لم تغب عن رئيس اللجنة الأولمبية العراقية الوطنية الدكتور «عقيل مفتن»، الذي أقام قبل أيام مأدبة سحور جمع من خلالها شخصيات رياضية وسياسية متنوعة، تعبيراً وتأكيداً لأواصر المحبة والتكاتف، وتقوية للروح الرياضية السمحاء، فضلاً عن توحيد الجهود لخدمة الرياضية العراقية، وإن اختلفت الآراء في بعض دقائق الأمور، فالاختلاف لا يفسد للود محبة.

إن رؤية الدكتور مفتن لا تختلف عن رؤى وأفكار أي عراقي غيور ووطني، يسعى للعمل بكل ما يمليه عليه الواجب الشرعي والتكليف الوظيفي في خدمة بلده، والارتقاء به إلى مصاف الدول المتطورة، واللحاق بالركب الإقليمي والعالمي.

ولم تنقطع مبادرات رئيس اللجنة الأولمبية في هذه الأيام المباركة إلى حد هذه المأدبة، بل أخذ يجري جولات مكوكية، سواء حضورياً أو بالإنابة، من خلال تفقد الرياضيين السابقين، والاطمئنان على أحوالهم، والوقوف الى جانبهم في محنهم، ودعمهم معنويا وماديا.

النزول من التل مجازاً لا يجيده الكثيرون، وإن دل على شيء إنما يدل على إنسانية وتواضع مَن يتحلى بهذه الصفة، فضلاً عن حنكة إدارية مهنية تبعث برسائل إنجاح العمل واجتماع الرأي، وهي كلها حسيات ترسم ملامح مستقبل رياضي إيجابي يقوده رجال وطنيون.

لذا هي دعوة رمضانية لرص الصفوف، وبذل الجهود، ونسيان ما ظهر وما بطن، والوقوف كتفًا الى جانب كتف.. والاقتداء بمسؤولية مفتن.