نفحات الرحمن

إيناس البدران

«ان لله في أيام الدهر لنفحات ألا فتعرضوا لها لعل احدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا»..حديث شريف.

على مرّ العصور والأزمات انصبت دعوة الانبياء والرسل والمصلحين على تهذيب النفس وتقويمها والسيطرة على نزواتها ورغائبها وأطماعها المادية والحسية والسموّ بها عن كل ما يشين وتعويدها العمل المنتج الصالح وترصينها بالصبر،وفي الصبر قيل الكثير فقد بشّر الله الصابرين بقوله تعالى «وبشّر الصابرين» ومع الصبر يأتي النصر وهو مفتاح الفرج، والصبر مع الشكر مفتاحا ابواب الجنة ،اما الصيام فهو نصف الصبر،وفيه تعظّم الاجور .و رمضان شهر الطاعات والصبر وفيه ليلة خير من الف شهر اذ تنزل فيها القرآن الكريم على نبينا المصطفى هدى ورحمة ،فيه تغلق ابواب جهنم وتفتّح الجنان وكذا ابواب السماء ،هي فرصة يجدر بنا اغتنامها لتهذيب النفس وتعويض ما فات وتكفير الذنوب واصلاح ذات البين ووصل ما انقطع من صلة الرحم،وترك المعاصي والعادات السيئة كالتدخين والافراط في الطعام ،وفيه تمدّ حبال المودة مع الاهل والصحاب ،فهو فسحة للسمو بالروح في آفاق نفحات رحمانية .وتتضمن بعض فوائد الصيام مكاسب روحية وصحية مهمة كضبط النفس والتعاطف مع الفقراء ومدّ يد العون لهم، فهو مدرسة اخلاقية كبرى متعددة الجوانب يتدرب فيها الصائم على الخصال الحميدة من صبر ومقارعة الاهواء .في خطبة للرسول الكريم قال فيها»يا ايها الناس قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والمغفرة والرحمة ،شهر هو عند الله افضل الشهور وأيامه افضل الايام وساعاته افضل الساعات ،هو شهر دعيتم فيه لضيافة الرحمن وجعلتم فيه في ضيافته ومن أهل كرامته ،انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب».

    تقبّل الله منا ومنكم الطاعات وكل رمضان وأنتم الى الله اقرب..