مفتن يستحق
رحيم الدراجي
بعيداً عن أي وجهة نظر مخالفة، وعن كل رأي متضاد، فجميع الاختلافات لا تفسد للود قضية، فبالنهاية لكلٍ رأي يدلو به، بل أن هذا التشظي في الآراء يسهم بشكل كبير في إثراء الحوار وتوسعة دائرة التفكير، وبالتالي يفضي الى أحسن النتائج، وهو ما يبني مجتمعاً متسامحاً متفهماً، وذلك بروح الاحترام والتقدير وتبادل وجهات النظر المتنوعة، وما نهضة البلدان المتطورة إلا من خلال هذه الروح، وهذا التبادل السمح.
بعد هذه المقدمة التي لا بد منها، أقول: إن رياضتنا سابقاً قد عانت كثيراً، وتراجعت كثيراً، في ظل التخبط والعشوائية والمزاجية والمصلحية التي حكمتها، وسيطرت على مفاصلها، وهو ما جعلنا ندفع ثمن خيباتها ألماً ومضاضةً تحز في النفس لما وصلت إليه رياضة أقرب البلدان علينا، ممن لا تملك ما نملكه من موراد سواء بشرية أو مالية أو عقلية.
لذا، وبعد هذه المأساة، كان لا بد أن يأتي مَن يرفع لواء هذه القوة الناعمة باعتبارها المتنفس الوحيد والبديل للشباب، ويحاول رسم سياسة رياضية ثابتة لا متغيرة، قوية لا ضعيفة، لا تهادن، ولا تخادع، ولا يمكن لها أن تكون مرتعا للسراق والفاسدين، وأصحاب الكومشنات.
الدكتور عقيل مفتن، رئيس اللجنة الأولمبية العراقية، مع مكتبه التنفيذي، يعمل في ظل هذه البوتقة التي يمتزج فيها الشعور بالمسؤولية الوطنية والنهوض بالألعاب الأولمبية منصهراً مع التوجه الحكومي برعاية السيد السوداني، وهو ما لمسناه خلال عام واحد من تسنمه المهام من إثبات وجود، ومحاربة كل أشكال التطرف الرياضي السلبي، وتنقية الجو الرياضي من الأمراض الخبيثة التي عشعشت فيه طيلة الماضي.
بداية التصحيح، والثورة الإصلاحية التي رفعها مفتن، رفعنا لها القبعات قبل أيام، وذلك خلال الانتخابات التكميلية، فلأول مرة يتم إبعاد كل شخص عليه قيد أو شائبة، وهو ما يضع حجر الأساس للمقبل الإيجابي.
في الختام، فالآراء تتماوج، والألسن تتقاذف، وما دونهما يثبت الرأي رأياً، من الممكن قبوله أو رفضه من دون أن نكفر حامله، أو نحوله إلى متآمر يخطط لانقلاب ما، فالرياضة يا سادة فخر قومي كما قيل، ويجب مساندة ودعم مَن يحاول إحياءها وإنعاشها من جديد.