الهرولة إلى المصطلح القلق

عباس الجبوري

1-المصطلح ..هو لفظ على مفهوم ما للدلالة عليه..ويكون متفقاً عليه..وما يجعله مختلفاً عن كلام العامة هو المعنى المحدد للمصطلح ..وهنا تبرز أهمية وخطورة المصطلح من حيث انصرافه.. وتصريفه في (بنك) مصرف التلقي للجمهور على الحساب الجاري ..وبالعملات الاجنبية..والذي تستجيب لها شهوة الخوف من القادم..وتقلباته..

2-إلاعلان عن أسم تجمع ما ..سياسي أو غيره يبدو أمراً طبيعياً في ساحة مملؤة بالاسماء..ولكن يكون (غير طبيعي ٍ)عندما يكون الاختيار للإسم له دلالات يتطاير منها رماد قديم ..ذو نكهة (غير طازجة) ..تتقلب بين يدي المتلقي على خطوط باطن الكف الخشنة ..ولاتستقر قبل أن تخدشه ويخدشها بقصد وبدونه ..وتلك طباع الاشواك..وغريزة الجمر..

3-إئتلاف القوى السنِّية..أوقفته بين يدي المحللين والمتابعين كلمة (السنِّية).. والتي جاء الاعلان عن هذا الاختيار..استجابة لما جرى في سوريا الشقيقة من تغيير في نظام الحكم..وقبل أن (يسبح بحمد ربه) بعد أن(إستغفر) سبعين مرة..

4-المتريثون من المحللين.. اعتبروا ما حدث ويحدث في سوريا يوجب (الانتظار) للتبيان والتأكد..قبل تحميض الصورة وإظهارها وتقديمها وتقييمها للجمهور.. واعتبروا ما أعلنه (إئتلاف القوى السنية) هرولة خفيفة لأشياء خلف الغبار والنوايا ..ربما سترهق المتعجلين..

5-المصطلح الذي إستخدم..يشير الى أشياء (غير إرادية) على إعتبار ان الانتماءات المذهبية والدينية (يعتنقها) الفرد ويسمى بها من دون ارادته ..وانما نتيجة البيئة التي ينشأ فيها.. وبالتالي يثير التأكيد عليها كذلك (ردود فعل غير إرادية) واستجابات غريزية خارجة عن ارادة المتجمعين والرافضين والمتابعين ..

6-يعمل المصطلح المستخدم على نسف شوط طويل من مسيرة سجل بها البلد (أرقاماً قياسية) في التقارب والالفة والتعايش..بين أرقامه الصعبة والسهلة..

والخشية تكون من (عودة الى الصفر ) الذي يؤشر الى (الانجماد) في الاحوال والاوصاف والحرارة والأولويات..

7-وأعطى المصطلح المستخدم  للمنافسين في العمل السياسي ( كارت رابح)..وكبد الذين إبتكروه واستخدموه (خسارة مبكرة) في المنازلة القادمة في الانتخابات العامة..حيث ضيَّق الحلقات على أعناق الاختيار الارادي..ولم يراع رهافة الحس الوطني وتطوره في سنين عديدة ..

استقبال زعيم

8-يدفع محلل سياسي بمشهد شعبي جرى في أحد الملاعب لكرة القدم ..حيث تم استقبال زعيم تقدم (الريس الحلبوسي) بعاصفة من التصفيق والهتاف (الوطني).. واعتبره البعض (معاقبة) للمنافسين له على اعلانهم السياسي (المتخم ) بالبدائيات الخشنة..وبالغ أحد المشجعين بوصفه(فوزاً مسبقاً ) للحلبوسي وقائمته( الناعمة) والتي تسحر الكثيرين..هكذا تم وصف (الرد الشعبي) على المصطلح (الخاص)….أما قضية عدم خروج مظاهرات عامة رداً على القرار الولائي للمحكمة الاتحادية فهذا حديث لليلة أخرى..لاتشبه هذه الليلة ..لغياب شهرزاد بسفر خاص..

9-حضور رئيس مجلس النواب الى الاجتماع الذي أعلن المصطلح ..كان حضوراً رسمياً وليس (تبنياً) أو ايماناً بالمشروع..ورغم ذلك لم يستطع المشهداني الذي فاز بأصوات(الوطن) أن يفرز صوته عن تلك الاصوات .. ربما لانه (اعتبر المصطلح) تحفيز انتخابي لجمهور خاص..وهذا جزء من حملة انتخابية مبكرة ..يمكن التسامح فيها مع بعض( الخروقات الخاصة).. ويبقى الكثيرون ينتظرون المشهداني في محطات(فحص) جديدة للتعليق المنصف حوله..

10-سالم العيساوي أحد حضور المصطلح الخاص والمرشح السابق لرئاسة البرلمان ..همش على العملية السياسية من بعد2003  وبالخط (الاحمر) على انها (دبابة أمريكية ) حملت أشخاصاً من خارج الوطن.. بتهميش يشبه الاتهام (بالخيانة)..لساسة وزعماء أحياء وأموات..بينما لم يشاهد المسّيرات والمدرعات التركية ..وثعابين (أردوغان) وهي تتخفى بين أحراش حلب وحمص ..تمسح الطريق (للمجاهدين) لكي يصلوا الى الجامع الاموي (بسلامٍ آمنين)..

هناك من تسائل وهو يشاهد ويسمع النائب سالم العيساوي ..(ماذا لو كان العيساوي رئيساً للبرلمان) وكيف ستكون ردة فعله على زلزال سوريا.. وكم كان الحلبوسي واعياً حينما قطع الطريق عليه ..بعد أن كاد يتسلل خلف دفاعات المغفلين..قبل تقنية(الڤار) التي تدحض الشك باليقين ..

11-لقد بدأ مقياس الضغط يعود الى قراءاته الســـــــابقة الطبيعية قبل الاهتزاز السوري .. وتم (تنــــــــــــفيس) الكثير من الاطارات للعجلات السريعة..وعاد شرطي المرور الى توزيع أوامره القديمة (طفي واطبك على صفحه) ..لتسهيل المرور للاشخاص والعجلات ومنع (الازدحامات) وفك الاختناقات ..لكي يصل الجميع الى دوائرهم على توقيت ساعة (القشلة) بين الرصافة والجسر..الذي (أرهقته )الرموش والعيون.