يسألون ولا يُطيقون الإستماع إلى الجواب
حسين الصدر
-1-
هناك سائل ممتحن يسأل لاحراج المسؤول وإظهار عجزه .
وهناك سائل يبحث عن الجواب والصواب .
وهناك سائل يسأل ولكنّ عنجهيته واستكباره يمنعانه من التسليم بالخطأ والانصياع الى الجواب .
-2-
وعامة الطغاة هم من القسم الثالث ويحار المرء معهم ولا يدري ماذا يصنع .
أيجيب بابراز أخطائهم وعندها يكون مصبا للانتقام .
أم يحاول التخلص منهم فلا يبقون له مجالاً في التخلص .
-3 –
ومن الأمثلة على ذلك قول الحجاج بن يوسف الثقفي ليحيى بن يعمر العدواني العلم الشهير :
أتجدني ألحن ؟
فقال :
الأمير أفصح من ذلك
فقال :
عزمت عليك أتجدني أَلْحن ؟
فقال يحيى :
نعم
فقال له :
في أيّ شيء ؟
فقال :
في كتاب الله تعالى
فقال :
ذلك أسوأ
ففي أي حرف من كتاب الله ؟
قال :
قرأتَ « قل أنْ كان أباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبُّ اليكم ، فرفعت ( أحبَّ ) وهو منصوب .
فغضب الحجّاج وقال :
لا تساكنني بِبَلَدٍ أنا فيه ،
ونفاه الى خراسان «
معجم الادباء ج 20 / ص 42-43
وهكذا تتجلى حماقة الحجاج الذي يسأل فيجاب فينتقم .
ولعلَّ سائر الطـــــــــغاة يضارعونه في هذه الحماقة .