الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ترامب وهندسة الجغرافيا السياسية في الولاية الثانية

بواسطة azzaman

ترامب وهندسة الجغرافيا السياسية في الولاية الثانية

علي الساعدي

 

بعد فوزه بولاية ثانية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتباع نهج يعيد رسم معالم الجغرافيا السياسية وفق رؤية قائمة على الهيمنة الاقتصادية، وإعادة تعريف التحالفات، والضغط الاستراتيجي على الخصوم, فمنذ ولايته الأولى، سعى ترامب إلى تفكيك النظم التقليدية، وإعادة تشكيل موازين القوى الدولية بطرق غير مسبوقة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات الدولية والنظام العالمي.

واصل ترامب استخدام العقوبات الاقتصادية كأداة رئيسية للضغط على الدول، مع التركيز على الصين، روسيا، وإيران، بهدف تقويض نفوذها وتعزيز دور الشركات الأمريكية في الأسواق العالمية.فرض مزيدًا من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، مما عمّق الحرب التجارية بين القوتين العظميين.

واصل تقليص الدور الأميركي في المؤسسات الدولية، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز استقلاليته الاستراتيجية عن واشنطن كثّف الضغوط على حلف الناتو، مطالبًا الدول الأعضاء بزيادة إنفاقها الدفاعي أو مواجهة خفض الالتزام الأميركي بالحماية العسكرية.

عمّق العلاقات مع الأنظمة الصديقة في الشرق الأوسط، مع الاستمرار في الضغط على إيران وتوسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية جديدة.عزّز الوجود العسكري الأميركي في المحيطين الهندي والهادئ لكبح دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا في مواجهة روسيا، بينما واصل استخدام العقوبات كسلاح رئيسي ضد موسكو.

استمر في حربه ضد الشركات التكنولوجية الصينية مثل هواوي وتيك توك، باعتبارها تهديدًا للأمن القومي الأميركي.عزّز سيطرة الولايات المتحدة على البنية التحتية الرقمية العالمية، محاولًا الحد من توسع شبكات Go الصينية.

أصبح ترامب أكثر عدوانية في فرض أجندته الدولية، معتمدًا على نجاح بعض سياساته السابقة في الضغط الاقتصادي والدبلوماسي.زادت حالة الاستقطاب الدولي، حيث تشكّلت محاور عالمية جديدة، أبرزها محور الصين-روسيا-إيران، مقابل تحالف أميركي أكثر ضيقًا، يضم المملكة المتحدة، اليابان، وأستراليا.تصاعدت ردود الفعل من القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، اللتين بدأتا بتعزيز شراكاتهما الدفاعية والاقتصادية، والبحث عن بدائل للنظام المالي الأميركي.تمثل ولاية ترامب الثانية استمرارًا لنهجه القائم على هندسة جغرافيا سياسية جديدة، حيث يسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي وفق المصالح الأميركية أولًا, وبينما تحقق بعض سياساته مكاسب آنية، إلا أنها في الوقت ذاته تخلق تحديات جديدة تعزز الانقسامات العالمية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات جيوسياسية أعمق في السنوات القادمة, فهل ستنجح استراتيجية ترامب في ترسيخ الهيمنة الأميركية، أم أن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب بشكل لا رجعة فيه ..؟

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب علي الساعدي
أضيف 2025/02/11 - 4:49 PM
آخر تحديث 2025/02/12 - 3:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 63 الشهر 6167 الكلي 10401538
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير