رسائل لم تصل
هدير الجبوري
الرسائل التي نرسلها ونعود لنمحوها على عجل قبل ان تصل لاصحابها لم تكن يوماً بالخطأ كما أدعيٌنا ونحن نعتذر منهم بعد ارسالها فقد كنا نكذب كل الكذب بل كانت مع سبق الاصرار والاحتياج المحٌمل بالصدق والبوح
وبكل مايجعلنا نشعر بالكثير من الخوف والضياع والشعور بقلة الحيلة.
كانت هي ذاتها الكلمات التي أردنا الافصاح عنها والمفعمة بالوجع الذي أرهق قلوبنا
كانت الرغبة العارمة بأن يبادلنا الطرف الآخر همومنا اليومية ومخاوفنا العميقة واحتياجنا له في عز لحظات الصدق الخفية .. ما من رسالة تنطلق من الروح كانت يوماً كاذبة
فكل كلمة فيها كانت تحمل من الصدق ماتعجز امامها عشرات الكلمات الاخرى التي تقال علانية للمجاملة وقتل الوقت ليس إلا.. في ذات صدق يهرب الاحتياج من بين ايدينا وقلوبنا دون ان نملك السيطرة عليه ليتحول الى كلمات تريد الانطلاق بعيدا عنا صوب من كنا نأمل بان يتشارك معنا احاسيسنا النقية وصدق نوايانا تجاهه أصدق الكلمات حقاً تلك التي كنا نكتب ونمحو قبل ان تصل أصدق الكلمات تلك التي كُتبت بلحظة صدق وخوف وتمسك ،، والرغبة بالابقاء على الود الحقيقي الذي تبخر ظاهراً بيننا لكنه مازال يسكن أرواحنا قبل كلماتنا كم كتبنا من كلمات كانت تتطاير كل يوم مع غيرها من الكلمات لاننا كتبناها بأيدينا لا بقلوبنا وفي المقابل كم من قليل منها يُعد كبيراً في المعاني كتبناه بلحظة وجع حقيقية أستغرقت دقائق يومنا وساعاته ولم يعرف بها أحد ولم تصل كما أردنا لها الوصول .. لاتستهينوا بالرسائل المحذوفة التي تظهرلكم من مرسليها في الاشعارات الملفتة في هواتفكم فربما عانى اصحابها كل المعاناة قبل ان يحذفوها خوفاً منكم ومن أن تصل لكم وتهملوها او لاتشعروا بها ولايصل اليكم من خلالها كمية الصدق الذي فيها ومايقف خلفها من دعوات حقيقية لم تكذب يوماً..