تعليم العربية للناطقين بغيرها .. الدوافع والأسباب

زهراء خيري الخفاجي

كانت ولا تزال اللغة العربية أقوى لغات اللسان السامية في العالم، والأكثر انتشارا” تأتي في المركز الثالث من حيث الدول التي تعدها كلغة رسمية وحيدة، حيث كانت محط أهتمام الغرب منذ القدم وعلى رأسهم المستشرقين بالدرجة الأولى وأشهر من وصفها وأظهر دهشته بقوتها المستشرق الفرنسي “أرنست رينان” بقوله إن اللغة العربية لغة مكتملة منذ الولادة . من أهم أسباب انتشار برامج تعليم اللغة العربية والاقبال على التحدث بها من قبل الأجانب هو الدين الإسلامي والقرأن الكريم ،وما تبعه من فتوحات إسلامية عالمية. وحديثا ظهر إهتمام واسع بتعلمها من قبل شريحة كبيرة جدا ومختلفة بأختلاف الدوافع والأسباب لهذا التعلم..والأن سنحاول الكشف عن جوانب متنوعة لهذه الظاهرة العلمية والتعليمية في عصرنا الحديث، بالبحث عن دوافع الدارس واحتياجاته من عملية التعلم هذه، تنوع الأغراض وتعددها فمنها لغرض ثقافي، وسياحي، وسياسي، واقتصادي، وعلمي، وديني كما أشرنا سابقاً.

كما نجد تنوع الطالب الدارس و نلحظ الطالب ذو الأصل العربي المغترب،أن دافعه الأساسي هوالحفاظ على لغته الأم ولغة أولاده من الأندثار بتعود الحديث بلغة بلد الإقامة، والنوع الثاني الفئة من الأجانب المسلمين  مما يدفعهم لتعلم العربية لمعرفة الأحكام والواجبات الشرعية وقراءة القران الكريم وفهم معانيه وتدبر آياته، وفئة أخرى لغرض السياحة وأغراض ثقافية وتعلم لغة جديدة، أما الدافع السياسي والاقتصادي فنراه برز بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا، وانتقلت منها عدوى التعلم إلى شعب الصين  وانتشر تعلم العربية كالنار في الهشيم بين الصينيين، بالإضافة إلى العديد من الدول الاوربية الأخرى .

من خلال هذا البحث السريع تتجلى لنا نتائج عدة للدوافع والأسباب، تنوعت واختلفت بتنوع الأهداف والطلاب وحاجة التعلم ،من خلال هذا الاقبال الواسع أن نجعله سلاحاً علمياً، وثقافياً، يدعم لغتنا العربية أمام لغات العالم التي تسعى بقوة لاكتساح عالمي في مختلف مجالات الأعلام، والتعليم، والاقتصاد، والسياسة، وأيضا يجعلها لغة تواكب العولمة الثقافية وتنميها وتطورها منهجاً، لما تعيشه من أزمات وتحديات في بيئتها الأصلية، وخارج حدودها أيضا، لتصبح وسيلة اتصال عالمية لتلحق التحولات اللسانية العالمية، وتنافس غيرها من اللغات السامية.لنعيد ماضي أمتنا التليد وننهض بلغتنا الجميلة ..