الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وحدة الفكر العربي

بواسطة azzaman

وحدة الفكر العربي

عبد الكريم احمد الزيدي

 

وقبل أن نعاود الحديث عن الفكر العربي بعدما تجاوزنا في حلقاتنا السابقة تعريف واستهلال معاني وفكرة إثارتنا له ولأهميته ، فأننا لابد أن ننهي علاقة الفكر الإسلامي ومحاولة الغرب في تضمينه بالفكر العربي رغم استقلاليته وبُعده النوعي عنه وتجنب المخالطة فيهما ، ذلك لأن مدلول الفكر الإسلامي يجمع الدين بكل مفاهيم ومعاني توصيفه بعيدا عن القومية والأرض والعرق وبهذا فأن كل القوميات والطوائف والجمع والطبقات البشرية تنصهر وتنحل في مفهومه ومعانيه وليس الحال بخصوصية العرب كقومية وأرض وتأريخ مستقل لهم ما يميزهم ويفصلهم عن لفظ دلالات الإَسلام كدين وإنتساب ونهج وتسليم ...

والعرب مرة أخرى أقوام لهم ما يميزهم بكل معاني هذا المفهوم عن سواهم فكان لهم مواريث الحق في خصوصيتهم ليس بالإسم فحسب ولكن لكل القواسم التي يشترك بها هذا اللسان والفصح وإن كنا هنا لانريد أن نقوّضهم بلغتهم التي أراد الله ان يكرمهم بها فيكون القرآن الكريم بلسانهم البيّن ، وهذه القوة الكامنة في موروثهم أثارت حفيظة الغرب الذي أدرك خطورة وتأثير وحدتهم وتجمعهم والتفافهم في مصب له مسوغات تنوع المنابع العذبة التي جرت فيها صفات وملامح الإعتصام والتوافق وقدرة التغيير والفصل ..

ولولا سفاهة وعمالة وضعف ما لحق بزعامة بعض العرب في بلدانهم التي ضلت تحت مظلات التبعية والإتكال والتطفل ونزعة التفرد والتحكم والظلم والإنقياد لهوى النفس والقبلية وما ترتب عنها من تخلف في النهج والتعبير والإرادة لكان للعرب شأن آخر في فرض السيادة والإستقلال ولكان لهم دورهم في القيادة والتعبير ونموذجا للعدالة والمساواة والحرية بدلاً عن الذل والإنكسار والخيبة وباقي أمراض الضعف والقهر والخوف التي أصابت فيهم كل مقتل خاصة بعد دورهم الريادي بالإنفتاح على باقي الأمم والشعوب أبان فتوحاتهم الإسلامية وبعدها  ..

ولابد لنا هنا إلى الإشارة لرموز حية بُعثت لإحياء موروث الأصل والعروبة وكانت برغم قصر حياتها وما حملته من معان وقيم وزعامة شاء الله سبحانه أن يضع فيهم كل معاني الفخر والنبل والريادة ، هؤلاء وإن كانوا قلة بمقاييس العدد والنوع إلا أنهم ظلوا تراثاً وقيمة أنسانية يحتذى بها ويشار لها في صفحات تاريخنا ، ولا نعني بهذا قادة الفتح والتحرير والمعارضة وبعث الروح العربية وموروثها الإنساني فحسب وإنما كل الذين أعادوا صور وأشكال وأحداث الأصل والشرف العربي وساهموا في تذكير الحاضر بمجد وعراقة العرب ومكانتهم ..

وما أعجب الحال في حاضرنا الذي أضاع أرث ماضيه وشرى أبنائه مستقبلهم بثمن بخس واتبعوا أهوائهم وما ربحت تجارتهم فكانت اليد الطولى للغرب بمفكريهم وما بث ذيولهم من سموم للتفرقة والمهانة والضعف ..

......................................................................

 

العراق / بغداد


مشاهدات 52
الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي
أضيف 2025/02/01 - 2:17 PM
آخر تحديث 2025/02/02 - 4:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 83 الشهر 620 الكلي 10295991
الوقت الآن
الأحد 2025/2/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير