بالتجني على الآخرين يجني على نفسه
حسين الصدر
-1-
أبو حيان التوحيدي عاش في ضيق وفاقة
أسمه الحقيقي : علي بن محمد بن العباس
وحين قيل له :
( لو قصدتَ ابن العميد ، وابن عبّاد عسى ان تكون من جملة مَنْ يُنفق عليهما ،
أجاب :
( معاناة الضُرّ والبؤس أولى من مقاساة الجهّال والتيوس ، والصبر على الوخم الوبيل أولى من النظر الى محيا كل ثقيل )
أرأيت التجني كيف يكون ؟
لقد هاجم كلاّ من ابن العميد والصاحب بن عبّاد دون مبرر .
وكان قد ألفّ كتاباً في مثالبهما .
ومن خلال هذه الممارسات الفجّة تتضح الصورة حيث لا يرحب الناس عادة بصاحب اللسان السليط ومن لا يكف عن رميهم بالأحجار .
-2-
والغريب قوله :
بيني وبين لئامِ الناس مَعْتَبَةٌ
ما تنقضي وكرام الناس اخواني
اذا لقيتُ لئيمَ اليوم عنفني
وانْ لقيتُ كريمَ القوم حيّاني
وهكذا راق له أنْ يصنف الناس الى كريم ولئيم .
والكريم هو الذي يُحييه ،
أمّا اللئيم فهو الذي يصد عنه ..!!
وهذا هو سبب فشله رغم أنه ذو باع طويل في النحو واللغة والشعر والأدب .
-3 –
وانتهى به المطاف الى أنْ أحرق كتبه ضنّا بها على من لا يعرف قدرها بعد موته – على حد زعمه - .