الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رواء‭ ‬الجوهر‭ ‬عطر‭ ‬لمحيطه

بواسطة azzaman

رواء‭ ‬الجوهر‭ ‬عطر‭ ‬لمحيطه

محمد غاني

 

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المؤمن‭ ‬يتوجه‭ ‬بيقينه‭ ‬لحضرة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صلاة‭ ‬و‭ ‬ذكر‭ ‬و‭ ‬دعاء‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬أو‭ ‬جماعي‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬الا‭ ‬ليروي‭ ‬عطش‭ ‬آنيته‭ ‬الجسدية‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الصلاة‭ ‬من‭ ‬خشوع‭ ‬و‭ ‬حضور‭ ‬يجعل‭ ‬ماء‭ ‬الغيب‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬عروقه‭ ‬و‭ ‬أنسجة‭ ‬ذاته‭ ‬الروحية‭ ‬بمختلف‭ ‬مقاماتها‭ ‬السبعة،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مفهوم‭ ‬للسبعة‭ ‬هنا‭ ‬الا‭ ‬الكثرة‭ ‬،‭ ‬فذوات‭ ‬الانسان‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬كما‭ ‬تعددت‭ ‬ألوان‭ ‬قوس‭ ‬قزح‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬عند‭ ‬العلماء‭ ‬إلا‭ ‬تشتت‭ ‬للون‭ ‬الابيض‭ ‬بسبب‭ ‬قطرات‭ ‬الماء‭ ‬

جاء‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الأوائل‭ : ‬الماء‭ ‬واحد‭ ‬و‭ ‬الزهر‭ ‬ألوان‭ ‬،‭ ‬فكذلك‭ ‬الصفات‭ ‬الإلهية‭ ‬المتجلية‭ ‬في‭ ‬اسماء‭ ‬الله‭ ‬الحسنى،‭ ‬في‭ ‬تعددها‭ ‬و‭ ‬تنوعها‭ ‬يتعرف‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬و‭ ‬تعالى‭ ‬إلى‭ ‬عباده‭ ‬الصادقين‭ ‬انه‭ ‬الواحد‭.‬

تكبير‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬و‭ ‬تعالى‭ ‬باللفظ‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬الصلاة‭ ‬ليس‭ ‬مقصودا‭ ‬بذاته،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬تكبير‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العبد‭ ‬اي‭ ‬آنيته‭ ‬حتى‭ ‬تمتلأ‭ ‬بماء‭ ‬الغيب‭  ‬بإفراغ‭ ‬القلب‭ ‬أو‭ ‬الآنية‭ ‬الجسدية‭ ‬من‭ ‬الاغيار‭ ‬مما‭ ‬سوى‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭. ‬

آنذاك‭ ‬فقط‭ ‬يبتدأ‭ ‬العبد‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الصلاة‭ ‬قلبيا‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬الفرق‭ ‬شاسع‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يؤدي‭ ‬الصلاة‭ ‬كفريضة‭ ‬يحس‭ ‬بها‭ ‬ثقيلة‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬كبر‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سواه‭ ‬فأتت‭ ‬روحه‭ ‬للواد‭ ‬المقدس‭ ‬طوى‭ ‬أو‭ ‬محراب‭ ‬الإجابة‭ ‬الذي‭ ‬كلما‭ ‬دخله‭ ‬العبد‭ ‬وجد‭ ‬عند‭ ‬روحه‭ ‬رزقا‭ ‬قال‭ ‬يا‭ ‬روحي‭ ‬انى‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬فتجيبه‭ ‬روحه‭ ‬المتصلة‭ ‬في‭ ‬محرابها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬ان‭ ‬الله‭ ‬يرزق‭ ‬من‭ ‬يشاء‭ ‬بغير‭ ‬حساب‭ ‬هنالك‭ ‬يتجوهر‭ ‬العبد‭ ‬و‭ ‬يرتوي،‭ ‬فإذا‭ ‬سلم‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬صلاته‭ ‬سقى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سلم‭ ‬عليه‭ ‬حين‭ ‬الفراغ‭ ‬من‭ ‬صلاته‭ ‬فكانت‭ ‬صدقة‭ ‬إجابة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحيط‭ ‬به،‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬يقين‭ ‬كل‭ ‬مؤمن‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬فقد‭ ‬رواه‭ ‬الإمام‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ “‬المسند‭” (‬2‭ / ‬420‭) ‬والترمذي‭ (‬2905‭)‬؛‭  ‬عَنْ‭ ‬عَلِيِّ‭ ‬بْنِ‭ ‬أَبِي‭ ‬طَالِبٍ،‭ ‬قَالَ‭: ‬قَالَ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬صَلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وَسَلَّمَ‭: (‬مَنْ‭ ‬قَرَأَ‭ ‬الْقُرْآنَ‭ ‬وَاسْتَظْهَرَهُ،‭ ‬فَأَحَلَّ‭ ‬حَلَالَهُ،‭ ‬وَحَرَّمَ‭ ‬حَرَامَهُ‭: ‬أَدْخَلَهُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬بِهِ‭ ‬الجَنَّةَ‭ ‬وَشَفَّعَهُ‭ ‬فِي‭ ‬عَشَرَةٍ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَهْلِ‭ ‬بَيْتِهِ‭ ‬كُلُّهُمْ‭ ‬قَدْ‭ ‬وَجَبَتْ‭ ‬لَهُ‭ ‬النَّارُ‭).‬

ان‭ ‬الفلسفة‭ ‬الروحية‭ ‬للاسلام‭ ‬لهي‭ ‬الحياة‭ ‬الطيبة‭ ‬الحقيقة‭ ‬لو‭ ‬فهمت‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬قشرها،‭ ‬فلو‭ ‬استوى‭ ‬المؤمنون‭ ‬احسانا‭ ‬لآتاهم‭ ‬الله‭ ‬الحكمة‭ ‬كما‭ ‬آتاها‭ ‬الانبياء‭ ‬عليهم‭ ‬السلام‭ ‬بنص‭ ‬قول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ” ‬فلما‭ ‬بلغ‭ ‬أشده‭ ‬آتيناه‭ ‬حكما‭ ‬و‭ ‬علما‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬نجزي‭ ‬المحسنين‭” ‬فلا‭ ‬علم‭ ‬نافع‭ ‬بدون‭ ‬طريقة‭ ‬تنزيل‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تنزيل‭ ‬ينفع‭ ‬بدون‭ ‬علم،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يجمع‭ ‬بينهما‭ ‬الا‭ ‬ذو‭ ‬بصيرة‭ ‬هبة‭ ‬منه‭ ‬سبحانه‭ ‬لمن‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬جذوة‭ ‬نور‭ ‬الهدى‭ ‬بمحراب‭ ‬روحه‭ ‬على‭ ‬الواد‭ ‬المقدس‭ ‬طوى‭ ‬لعله‭ ‬يجوهر‭ ‬روحه‭ ‬بالصلة‭ ‬بالحي‭ ‬القيوم‭ ‬فيعطر‭ ‬الاجواء‭ ‬حكمة‭ ‬و‭ ‬فراسة‭ ‬و‭ ‬رويَّة‭ ‬و‭ ‬دراية‭ ‬و‭ ‬حنكة‭ ‬و‭ ‬تبصرا‭.‬


مشاهدات 95
الكاتب محمد غاني
أضيف 2025/01/29 - 4:08 PM
آخر تحديث 2025/01/30 - 11:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 347 الشهر 14804 الكلي 10294769
الوقت الآن
الخميس 2025/1/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير