مازلتُ أقْتني شالَها الأحمر
عبد الجبار الجبوري
كلَّ يومٍ...
تتسلّل الى روحي آخر الليلْ..
وأنا..
أقلّبُ الصورَ المعلّقة على حيطان قلبي...
هنا...
إلتقيّنا تحت غيمةِ البحر..
وهنا..
لوّحتْ بشالها الأحمر حين إفترقنا...
كان الليل البهيم رفيقي..
وكنت أقرأ بقلبي قصيدة حبها الوحيد..
وكانت تميمتي...
في رحلة الموت الى ميرسين...
في الطريق..
كانت ألثعابين والخنازير تنتشر في ألطرقات..
وكنتُ اقرأُ...
ماتيسّر من سورة الحبّ..
فتهدأ دقاتُ قلبي...
وأغيبُ في اليقين..
لانجمةٌ..
تحرس روحي الولهى...
ولاقمرٌ..
في السماء يجيء...
كلُّ شيءٍ..
آلى زوال أكيد...
إلاّ حبّكِ...
هذا الجنون الملفع بالاسى..
يباهل السفر البعيد...
أنام على قلق، واصحو على وجع جديد...
وانتِ..
قبلة أيامي وحلم قصيدتي، ووجع ذكرياتي، وفاكهة الزمن العنيد....
كل يوم...
تتسللين الى روحي..
كما يتسلل الضوء الى قصيدتي..
ويحلم بيوم سعيد...
تباً...
لذاكرةٍ لا تتوبْ..
وقلبٍ تخذله جميع القلوبٍ..
وزمانٍ خؤونٍ لايؤوبْ...
أنا خيمة الأسى..
تفتح أبوابها في اقاصي المدى..
تستقبل الاتين على هودج الندى..
وليلٍ كذوبْ....
خذلتّْني....
حتى قصيدتي....
حين تاهتْ في لوعةِ الدروبْ....
لم تعدّْ الليالي ليالٍ..
ووجهُكِ...
يا مليكة الردّى...
يشرقُ لي...
من وراء ألغيوم والمدى..
يقولُ لي...
تعال ولا تأتِ...
فالمسافات ثكلى..
والعيونُ يقتلُها الرّمَدُ والرمادْ.
كيف ألثمُ وجه ذلك الترابْ..
وبيننا...
دهرٌ من السرابْ..
والليلُ..
يمشي معي...
ينام معي..
يهذي كما أهذي...
يكتب قصيدةً من حجر الضياع..
ويصوغ أحجيةً...
حين يدلهم الوقت،..
وينأى الخراب...
يا لهفَ قلبي..
وهو يرى شالَها الأحمر يضيءُ حِلكةَ أيامي..
وقسوةَ ظلامي...
وبعثرةَ كلامي..
الآن ..
لستُ سوى..
نجمةٍ تائهةٍ وسْط الرياحْ...
ينتظرُ....
فاتحةً او جائحةً بهيةَ الخُطى..
تضيءُ لي..
وجعي/قصيدتي/أيامي الثكلى/وشمسَ الصباحْ...
مازلتُ أهذي...
وألمّلمُ بعضَ جِراحاتي..
وألوّح لها.
بذات الشال الأحمر..
الشالُ الذي سرقته من حقيبتها ذات عام...
وأقولُ للرّيحِ..
كفى..
فقد ملّ السؤالُ من السؤالْ...
إهدأْ ولو مرةً..
أيّها القلبُ الجريحْ....
الموصل-طبعاً..