الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وقوفُ الطّينِ على حدِّ النّارِ

بواسطة azzaman

وقوفُ الطّينِ على حدِّ النّارِ

غزاي درع الطائي

 

مِنْ قلبِ  تُمّوزٍ  وَمِنْ  عِشتارِ

حبٌّ يفيضُ على العراقِ الجاري

حبُّ   العراقِ  وأهلِهِ  أجرٌ  بِهِ

كقراءةِ    القرآنِ   في   الأسحارِ

والشِّعرُ حبٌّ  للحياةِ  بما  على

أغصانِها  مِنْ  خُضرةٍ   وثمارِ

الشِّعرُ يختصرُ الجَمالَ وينتخي

لحليبِهِ        ويكُرُّ      كالكرّارِ

الشِّعرُ يُحيي  الأرضَ كالأمطارِ

ويُزيِّنُ      الثَّوراتِ      بالثُّوّارِ

ويَمُدُّ   آفاقَ   الحياةِ   وأهلَها

بالأوكسجينِ   وبالنَّدى   والغارِ

الشِّعرُ  يُنبؤنا   بأنّا   في   غدٍ

آتونَ   قَبْلَ    الفجرِ    بالأخبارِ

آتونَ مِنْ عطَشِ النَّخيلِ العاري

كالعصفِ   كالشَّلالِ  كالإعصارِ

آتونَ     مرتفعينَ    كالأشجارِ

متدفِّقينَ      تدفَّقَ      الأنهارِ

مِنْ   كلِّ   ميدانٍ   وكلِّ  مدينةٍ

آتونَ       بالبُشرى    وبالأزهارِ

إنّا عراقيّونَ     نعرفُ     حقَّنا

ونريدُهُ   بالماءِ    أو     بالنّارِ

أمطارُ هذي الأرضِ نحنُ  وإنَّما

تربو جميعُ   الأرضِ   بالأمطارِ

عنّا  أبو  تمّامَ   قالَ   مناصراً

((الحقُّ  أبلجُ  والسُّيوفُ عوارِ))

أنصارُنا    يتكاثرونَ     ومثلُنا

لا  يشتكي   مِنْ  قلَّةِ  الأنصارِ

مستمسِكونَ    بربِّنا،      بمحمَّدٍ

وبآلِ   بيتِ  المصطفى  الأطهارِ

متحرِّكونَ  بخِفَّةٍ   كالرّيحِ   مِنْ

فاوِ   الرِّجالِ   إلى  ذرى سنجارِ

وبوسعِنا  أنْ  نجعل  َالأيّامَ   مِنْ

عسلٍ  مصفّىً  أو  حليبٍ   جارِ

ماضونَ مِنْ ذي قارَ أُمِّ الثّائريـ

ـــنَ  بلا  اختلافاتٍ  إلى  الأنبارِ

النّارُ في الشِّدّاتِ تحرقُ طينَنا

والطِّينُ كَمْ  يَقوى  بحرقِ  النّارِ

غدتِ السِّياسةُ كالتِّجارةِ  مهنةً

فهلِ    السِّياسيّونَ    كالتُّجّارِ

النّاسُ  ليس  بجُبَّةٍ  أو    بِذْلَةٍ

النّاسُ    بالأفعالِ      والأفكارِ

تتفاوتُ   الأحجارُ في   أثمانِها

والنّاسُ    مختلفونَ   كالأحجارِ

إنَّ   العراقَ   بأرضِهِ   وسمائِهِ

وبمائِهِ    حشدٌ    مِنَ   الأقمارِ

هذي    دَيالى   الخيرِ  والأخيارِ

أبداً   تميسُ    بتربةٍ    مِعْطارِ

رأتِ  الخطوبَ  وخاطبَتْها جهرةً:

موتي بعيداً عن ظِلالِ   دياري

قالَ   العراقيّونَ   عنها   إنَّها

سيفُ  العراقِ   بحدِّهِ   البتّارِ

هِيَ والعراقُ  على  مدارٍ  واحدٍ

وهُما معاً في  اليُسْرِ والإعسارِ

يتنفَّسانِ  معاً  ويشتركانِ   في

كفِّ الأذى    بالكَفِّ   والأظفارِ

يتنفَّسانِ    معاً   ولا   يتنافسا

نِ  هُما   كليلٍ   واحدٍ   ونهارِ

تتصاعدُ النَّبَضاتُ  في قلبيهِما

كتصاعُدِ  الأنغامِ  في  الأوتارِ

حبُّ   العراقِ  وأهلِهِ  أجرٌ  بِهِ

كقراءةِ    القرآنِ   في   الأسحارِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هاش: القصيدة التي أنشدتها في مهرجان تامرا الشعري الرابع المنعقد في محافظة ديالى (23 ــ 24) مايس الجاري.

 

 

 

ملاحظة القصيدة صدر وعجز

 


مشاهدات 38
الكاتب غزاي درع الطائي
أضيف 2025/01/23 - 12:17 AM
آخر تحديث 2025/01/23 - 4:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 96 الشهر 10535 الكلي 10290500
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير