زمن الا دولة وشخصية المسؤول
جبار فريح شريدة
يتزعم شيخ القبيلة من كان ذو جاه من قوة ومال ,عندها يلتف حوله ابناء العشيرة للاستقواء به عند الشدائد , ومن الطبيعي يلتف حوله المتملقون والوصوليون الضعاف من اجل الاستفادة من ارباح الغنائم من الغزوات او النزاعات العشائرية ,يشعر الزعيم بالتفاخر عندما يمدح من قبل هؤلاء من تمجيد بقواه وصبره ,وهم في نفس الوقت يملؤون عليه افكارهم ويقربون له البعيد ويبعدون عنه القريب كيف ما يشاؤون وهم من يحلل ويحرم له سلوكياته وافعاله ,ويبتهج الزعيم عندما يسمع المدح من المقربين وبها يقرب كل من يمدحه ويبعد كل من يذمه او يعترض طريقة حتى لو بكلمة ,من خلال هذا وذلك فهو لا يطعم الفقير ولا الجائع فهو يعيش في عالم مملوء بالنفاق والدجل ,وبعيش ببرج عاجي لا يسمع ولا يرى دون ذلك ,زمن القبلية الا دولة يكون فيها المتملقون هم المتميزون والمتسلطون اما اصحاب الكفاءة من الخيرين فلا مكان لهم ,
ما يعيشه الشعب العراقي اليوم هو القبلية بحد ذاتها فالفاسد السارق المال العام المتسلط هو من يلتف حوله الكثير من المنتفعين من اجل الحصول على المكاسب بشتى الطرق وبغض النظر عن المصدر سواء كان حلال ام حرام ,يسمعونه المدح ويمسحون على اكتافه وتحت اقدامه ويشعر ان من يقوم بذلك هم فقط المخلصون والمحبين له والمطيعين فيكون الاعتماد عليهم بالدرجة الاولى في شتئ النشاطات وذلك من باب الترف والرخاء والخدر الى يستمر بتلك الراحة ولا يبالي ان يجرى الماء من تحته قدميه ,فالتظليل هو شعار المتملقين ,من هذا المنطلق قد خسر وتوهم الكثير من القادة بأفكار المستشارين المتملقين ,في ظلهم تم تهميش الكفاءات العلمية والوطنية والدينية الشريفة ,المقربون هم من كان فاشل في حياته فهو يبحث عن اكمال نقصه فنجد سارق المال العام قد اصبح من الملياردير وكذلك بعض المشاهير فكلا من الفاشل والفاسد قد بحث عن التعويض النقص الذي يشعر به ليكون مكملا لشخصيته ,ففي هذا المجتمع لا نجد نصيب للشرفاء ولا الكفاءات , بل السيادة لمن كان فاشل ومن لا يحلل ولا يحرم .
بهذا قد ذهبت الدولة التي تعتمد على الكفاءة (التكنوقراط) فالقانون هو قانون الغاب الذي يعتمد اخذ الحق والدفاع عن النفس بيد العشيرة او لأصحاب المال الفاحش فلا وجود للكريم ولا للشريف