الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اسباب تقدمهم وتاخرنا

بواسطة azzaman

اسباب تقدمهم وتاخرنا

عبدالرحمن الشيخ علي ال غصيبه

 

قبل البدء في معرفة اسباب تقدم الدول الاوروبيةودول العالم الاول وتاخر الدول الناميةوالوطن العربي بصورة خاصة يجب ان ننوه الى اسباب ذلك .

هنالك اسباب للتقدم وهنالك اسباب لتاخرنا

ان الوطن العربي ليس كله على حال واحد وان كانت السمات الغالبة موجودة في كل انحائه ولابد ان نعترف ان هنالك تعرجات هنا وانحناءات هناك .

وان هنالك محاولات في هذا القطر واحباطات في قطر اخر وان كان النسيج الغالب واحدا او متقاربا في سائر الانحاء وهو نسيج في جملتة لا يرقى الى ما نصبو اليه او نريده.

واستطيع ان اقول ان ما تستحقه هذه الامةليس بحساباتها من امم الحضارة حتى ولو كانت حضارة غابرة.

ويمكننا ان نقدم اهم اسباب التقدم التي لم تاخذ بها دولنا العربية على النحو الذي ينبغي ان يكون والتي ادت بنا الى هذا الذي نراه ولا نرضاه مبسطة الامور باكثر مما يحتمل ولكني اعتقد ان اهم اسباب  التقدم في الدول الاوروبية ودول العالم الاول كما يرصدها الدارسون والباحثون هي سببان:-

* السبب الاول :هو الاخذ بالاسلوب العلمي في الحياة اي ان يكون هنالك منهج علمي نسير عليه ولا تترك الامور للعشوائية والقدرية واهم مظاهر الاسلوب العلمي هو الايمان بجدوى البحث العلمي في هذا الزمن الذي يميز تمييزا واضحا بين من يعلمون ومن لا يعلمون ويجب الا نكتفي بترديد الاية الكريمة (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) لا نكتفي بترديد هذه الايةبالسنتنا وان نعمل جادين على تحقيق مضمونها وعندما نبحث فيما هي نسبة الانفاق على البحث العلمي الى الدخل العام في اقطار الوطن العربي مجتمعة وماذا تقول مقارنة هذه النسبة في بلادنا وفي غيرنا من بلاد العالم والتي حققت التقدم ومع ذلك ما زالت تسعى الى تحقيق المزيد من التقدم فان نسبه الانفاق على البحث العلمي في مجمل الاقطار العربية الغنية منها والفقيرة هي من اكثر النسب تدنيا في العالم فالمقارنة بينما ينفق على البحث العلمي في مصر وهي اكبر دوله عربية واقدمها في مجال البحث العلمي وما ينفق في دوله الاحتلال اسرائيل تظهر كيف ان الصورةمخيفة بل مرعبة لمن كان عنده قدر من الاحساس وقدر من التطلع الى المستقبل وليست المقارنة مع اسرائيل هي وحدها التي تدعو الى الفزع فيمكن ان نقارن بين حالنا وحال بلد مثل الهند تنوء بمشاكل لا قبل لها ومع ذلك فان الهند هذه تنفق على البحث العلمي اضعاف ما ننفق وتحقق من التقدم العلمي ما يفوق خيالنا على التحليق.

هل يتصور احد ان الهند البلد الذي يغرق في المشاكل من كل نوع تصدر بمليارات الدولارات انواعا من البرامجيات والتكنولوجيا الحديثة وهذه سنغافوره الجزيرة التي ظهرت على خارطه العالم اخيرا اصبحت معجزةمن المعجزات التي يتحدث عنها العالم

معجزةمن المعجزات التي يتحدث عنها العالم في كل مجال من (خدمة المطارات )الى (بناء السفن) الى في كل مجال .

فاذا نظر المواطن العربي المهموم بامور وطنه الى ذلك كله لا يصاب بالهم فقط بل بالغم والاكتئاب خاصة اذا كان ليس بيده من امر تقرير المصير شيء لان تقرير المصير في بلادنا ليس في ايدي الصفوة من علماء او من اهل الفكر وانما هو في ايدي فئةمن الناس واي ناس وهم السراق والمحتالين والمزورون وهذا بدوره مصدر ثاني من مصادر الاكتئاب الذي يخيم على مخيلة من لديه الاحساس بالوطن.

اما السبب الثاني :فهو غياب دولة المؤسسات والديمقراطية وحقوق الانسان وتداول السلطة في اغلب الدول العربية حيث ما زالت بلادنا تعيش حكم الفرد ملكا كان ام اميرا ام رئيسا ام منتخبا كاذبا محتالا كلهم سواء كلهم يعيشون في عصر لويس الرابع عشر الذي كان يقول انا الدولة كلهم او قل جلهم يتصورون ان الدولة دولتهم وان الامر امرهم وان الناس رعاياهم ففكره المواطنة وفكره المؤسسة ما زالت غريبة على اغلبهم وهم وان كانوا لا يعلنون ذلك الا انهم يمارسون يمارسونه عملا فالجمهوريات واصبحت جمهوريات ملكية وتوريث الحكم اصبح عادة عند الزعماء العرب وهذه الانظمة التي تقاوم الاصلاح كانه نوع من الامراض السارية والعياذ بالله ويختلقون كل الادعاءات الكاذبة ويتفننون في كل الحجج لكي يحولوادون حدوث اصلاح حقيقي ينقل السلطة الى اصحاب السلطةالحقيقيين وهم الشعوب حتى انهم يستقتلون حتى..

الشعوب حتى انهم يستقتلون حتى لا يحدث تداول للسلطة وان تظل السلطة بايديهم والثروة ايضا وهذا ما يحدث في غالبية الدول العربية وانما حدث في بلاد الشام  لاكبر دليل على ان الرياح عاتية وانها ستقتلع كل من يقف امامها ولكن لماذا نلجا انفسنا الى ذلك ولماذا لا يكون هنالك تغيير سلمي للديمقراطية وسير في طريق التقدم الطبيعي الهادئ كما سرت من قبلنا ام اقوام كثيرة .

اذا ان للتقدم قدمين منهج علمي وسياده للقانون وكل ما يترتب على هذين من احترام حقوق الانسان وتداول للسلطة وسيادة الشعوب وبهذا يمكن ان نتقدم ونجد انفسنا بين مصافي الدول تحترم شعوبها وتتقدم من خلال خدمتها للانسانية بمنجزات واختراعات تجعل من الانسان خليفة في الارض.

 

استاذ القانون الخاص

كلية القانون والعلوم السياسية

جامعة ديالى


مشاهدات 167
الكاتب عبدالرحمن الشيخ علي ال غصيبه
أضيف 2025/01/25 - 12:30 AM
آخر تحديث 2025/01/26 - 9:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 526 الشهر 12617 الكلي 10292582
الوقت الآن
الأحد 2025/1/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير