الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنانة سورية لـ (الزمان):اللون أهم من الفكرة

بواسطة azzaman

فنانة سورية لـ (الزمان):اللون أهم من الفكرة

حوار‭: ‬كاظم‭ ‬بهيّة

 

راميا‭ ‬حامد،‭ ‬فنانة‭ ‬شابة‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬تمتلك‭ ‬موهبة‭ ‬فنية‭ ‬حققت‭ ‬لها‭ ‬حضوراً‭ ‬مميزاً‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬التشكيلي‭ ‬السوري‭. ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية،‭ ‬كما‭ ‬استُخدمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬لوحاتها‭ ‬كأغلفة‭ ‬لكتب‭ ‬شعرية‭ ‬وروايات‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الزمان،‭ ‬توقفت‭ ‬راميا‭ ‬عند‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬لنشأتها‭ ‬الفنية،‭ ‬قائلة‭:  “‬بدأ‭ ‬شغفي‭ ‬بالرسم‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬السبع‭ ‬سنوات‭. ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬كنت‭ ‬أحلم‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬فنانة‭ ‬تشكيلية‭. ‬كنت‭ ‬أرسم‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات،‭ ‬وكنت‭ ‬أحب‭ ‬تجسيد‭ ‬الأميرات‭ ‬بأثواب‭ ‬ملونة‭ ‬وتيجان‭ ‬براقة‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية،‭ ‬تطورت‭ ‬فكرتي‭ ‬عن‭ ‬الرسم،‭ ‬وبدأت‭ ‬أهوى‭ ‬رسم‭ ‬الوجوه‭ ‬وتصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭”. ‬وأضافت‭ ‬راميا‭: “‬سافرت‭ ‬فترة‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وعند‭ ‬عودتي‭ ‬تغيّرت‭ ‬نظرتي‭ ‬للفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬فأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬عمقاً‭ ‬وشمولية‭. ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أدرسه‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭. ‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬الرسم‭ ‬هو‭ ‬شغفي‭ ‬الأول،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نجاحي‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬التحقت‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬دمشق‭. ‬للأسف،‭ ‬لم‭ ‬أنسجم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التخصص،‭ ‬فقررت‭ ‬التوجه‭ ‬لدراسة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الفنان‭ ‬السوري‭ ‬بولس‭ ‬سركو‭. ‬بعدها،‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬انتساب‭ ‬لنقابة‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬عبر‭ ‬مسابقة‭ ‬رسم،‭ ‬وتم‭ ‬قبولي‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬مسيرتي‭ ‬كفنانة‭ ‬تشكيلية،‭ ‬وبدأت‭ ‬أبحث‭ ‬بجدية‭ ‬وأتبع‭ ‬مبدأ‭ ‬التجريب‭ ‬لأجد‭ ‬لنفسي‭ ‬أسلوباً‭ ‬خاصاً‭ ‬يشبهني‭”. ‬وحول‭ ‬مضمون‭ ‬أعمالها‭ ‬الفنية،‭ ‬قالت‭ ‬راميا‭: “‬أعمالي‭ ‬محمّلة‭ ‬برسائل‭ ‬ومضامين‭ ‬إنسانية‭ ‬وفكرية‭ ‬تخاطب‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭. ‬الحياة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أشبه‭ ‬بالسيرك‭ ‬أو‭ ‬المسرح‭ ‬الكبير،‭ ‬حيث‭ ‬تتحرك‭ ‬الشخصيات‭ ‬عليه‭ ‬وتتبادل‭ ‬أدوارها‭ ‬وكأنها‭ ‬دمى‭ (‬عرائس‭ ‬الماريونيت‭). ‬كل‭ ‬تجربة‭ ‬قدمتها‭ ‬كانت‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرتي‭ ‬الفنية،‭ ‬ولا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬تجربة‭ ‬وأخرى‭. ‬كل‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬امتداد‭ ‬لما‭ ‬سبق،‭ ‬مع‭ ‬رؤيتها‭ ‬الخاصة‭ ‬والحساسة‭. ‬ولكن‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬الخبرة‭ ‬والتراكم‭ ‬المعرفي‭ ‬يحيلان‭ ‬الفنان‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬أكثر‭ ‬نضجاً‭ ‬وعمقاً‭”. ‬وعن‭ ‬تأثيراتها‭ ‬الفنية،‭ ‬ذكرت‭ ‬راميا‭ ‬الفنان‭ ‬الأميركي‭ ‬الواقعي‭ “‬إدوارد‭ ‬هوبر‭” ‬وقالت‭: “‬أحب‭ ‬الغموض‭ ‬والتناقض‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬والسرد‭ ‬البصري‭ ‬المدهش‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬حاولت‭ ‬منذ‭ ‬بداياتي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أتقمص‭ ‬تجربة‭ ‬أو‭ ‬شخصية‭ ‬فنان‭ ‬آخر،‭ ‬لأنني‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬حالة‭ ‬إنسانية‭ ‬وروحانية‭ ‬خاصة‭ ‬تتسم‭ ‬بالصدق‭”.  ‬عند‭ ‬سؤالها‭ ‬عن‭ ‬العنصر‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬اللوحة،‭ ‬أجابت‭: “‬تتشكل‭ ‬اللوحة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬عناصر،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬واللون‭ ‬هما‭ ‬العنصران‭ ‬الأهم‭. ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬اللوحة‭ ‬تحاكي‭ ‬البصر‭ ‬أولاً‭ ‬قبل‭ ‬العقل،‭ ‬فاللون‭ ‬عنصر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭. ‬حتى‭ ‬أجمل‭ ‬فكرة‭ ‬قد‭ ‬تفقد‭ ‬قيمتها‭ ‬إذا‭ ‬استُخدمت‭ ‬ألوان‭ ‬قبيحة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭”.  ‬

أما‭ ‬عن‭ ‬ولعها‭ ‬برسم‭ ‬الدمى‭ (‬عرائس‭ ‬الماريونيت‭)‬،‭ ‬أوضحت‭ ‬راميا‭: “‬لدي‭ ‬عشق‭ ‬خاص‭ ‬للمسرح‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ولمسرح‭ ‬الدمى‭ ‬الماريونيت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬جداً‭. ‬تدهشني‭ ‬هذه‭ ‬الدمى‭ ‬الصغيرة‭ ‬الملونة‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أرسمها،‭ ‬أحاول‭ ‬اتخاذ‭ ‬وضعياتها‭ ‬لأشعر‭ ‬بحالتها‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭. ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬ألامس‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقضايا‭ ‬الاجتماعية‭”.‬


مشاهدات 133
أضيف 2025/01/26 - 2:45 PM
آخر تحديث 2025/01/27 - 2:29 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 13021 الكلي 10292986
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير