حوار: كاظم بهيّة
راميا حامد، فنانة شابة من سوريا، تمتلك موهبة فنية حققت لها حضوراً مميزاً في المشهد التشكيلي السوري. شاركت في العديد من المعارض الفنية، كما استُخدمت مجموعة من لوحاتها كأغلفة لكتب شعرية وروايات. في هذا الحوار مع الزمان، توقفت راميا عند المراحل الأولى لنشأتها الفنية، قائلة: “بدأ شغفي بالرسم في عمر السبع سنوات. منذ طفولتي، كنت أحلم بأن أكون فنانة تشكيلية. كنت أرسم في أغلب الأوقات، وكنت أحب تجسيد الأميرات بأثواب ملونة وتيجان براقة. لكن في المرحلة الإعدادية والثانوية، تطورت فكرتي عن الرسم، وبدأت أهوى رسم الوجوه وتصميم الأزياء بشكل خاص”. وأضافت راميا: “سافرت فترة خارج البلاد، وعند عودتي تغيّرت نظرتي للفن التشكيلي، فأصبحت أكثر عمقاً وشمولية. قررت أن أدرسه بشكل احترافي. لطالما كان الرسم هو شغفي الأول، لكن بعد نجاحي في الثانوية العامة، التحقت بكلية الحقوق بجامعة دمشق. للأسف، لم أنسجم مع هذا التخصص، فقررت التوجه لدراسة الفن التشكيلي بشكل خاص على يد الفنان السوري بولس سركو. بعدها، تقدمت بطلب انتساب لنقابة الفنانين التشكيليين عبر مسابقة رسم، وتم قبولي. من هنا بدأت مسيرتي كفنانة تشكيلية، وبدأت أبحث بجدية وأتبع مبدأ التجريب لأجد لنفسي أسلوباً خاصاً يشبهني”. وحول مضمون أعمالها الفنية، قالت راميا: “أعمالي محمّلة برسائل ومضامين إنسانية وفكرية تخاطب الضمير الإنساني. الحياة بالنسبة لي أشبه بالسيرك أو المسرح الكبير، حيث تتحرك الشخصيات عليه وتتبادل أدوارها وكأنها دمى (عرائس الماريونيت). كل تجربة قدمتها كانت محطة مهمة في مسيرتي الفنية، ولا فرق بين تجربة وأخرى. كل تجربة جديدة هي امتداد لما سبق، مع رؤيتها الخاصة والحساسة. ولكن بالتأكيد، الخبرة والتراكم المعرفي يحيلان الفنان إلى تجارب أكثر نضجاً وعمقاً”. وعن تأثيراتها الفنية، ذكرت راميا الفنان الأميركي الواقعي “إدوارد هوبر” وقالت: “أحب الغموض والتناقض في أعماله والسرد البصري المدهش الذي يقدمه. ورغم ذلك، حاولت منذ بداياتي أن لا أتقمص تجربة أو شخصية فنان آخر، لأنني أؤمن بأن الفن حالة إنسانية وروحانية خاصة تتسم بالصدق”. عند سؤالها عن العنصر الأهم في اللوحة، أجابت: “تتشكل اللوحة من مجموعة عناصر، وأعتقد أن الفكرة واللون هما العنصران الأهم. لكن بما أن اللوحة تحاكي البصر أولاً قبل العقل، فاللون عنصر بالغ الأهمية. حتى أجمل فكرة قد تفقد قيمتها إذا استُخدمت ألوان قبيحة أو غير مناسبة”.
أما عن ولعها برسم الدمى (عرائس الماريونيت)، أوضحت راميا: “لدي عشق خاص للمسرح بشكل عام، ولمسرح الدمى الماريونيت بشكل خاص جداً. تدهشني هذه الدمى الصغيرة الملونة. قبل أن أرسمها، أحاول اتخاذ وضعياتها لأشعر بحالتها النفسية والجسدية بشكل أعمق. أردت أن ألامس من خلالها الكثير من المشاعر الإنسانية والقضايا الاجتماعية”.