الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مفكرون مجددون أم .. كتاب جديد

بواسطة azzaman

مفكرون مجددون أم .. كتاب جديد

بغداد – الزمان

عن مؤسسة ابجد للترجمة والنشر والتوزيع ،صدر كتاب جديد للدكتور قاسم حسين صالح بعنوان (المعتزلة ، اخوان الصفا، القرامطة. مفكرون مجددون أم زنادقة ملحدون)

      قدم الكتاب ثلاثة كتّاب اوضح الدكتور قاسم بأنه تقصد ان يقدمّه ثلاثة مفكرين يختلفون في الفكر والايديولوجيا. فالدكتور صالح الطائي اكاديمي معروف عربيا بسعة معرفته بالتاريخ الأسلامي والحضارة الأسلامية. والأخ زيد الحلي كاتب ويمكنك ان تصفه بأنه شيخ الصحافيين العراقيين وله تاريخ عريق في الصحافتين العراقية والعربية. والشاعرالدكتور حميد الخاقاني مفكّر يساري  ومنسّق منبر (حوار التنوير) الذي يستضيف كبار المفكرين العرب في حوار مفتوح. 

  وكان هدف المؤلف من جمع هؤلاء الثلاثة الكبار هو ان تتولد (المصداقية ) لدى القاريء، فضلا عن أن ما جاء في كلماتهم تقدم أضافات معرفية غزيرة و متنوعة لموضوعات الكتاب من وجهات نظر كتّاب يختلفون ايديولوجيا ، وان اتفاقهم على جودة او جرأة الكتاب،يعني ان الكتاب جدير بأن يقتنيه كل مثقف عربي.

  وجاء في كلمة الدكتور الطائي، أن (وصف البروفسور قاسم حياده العلمي في تناول الموضوع بالقول: فالكاتب هنا اشبه بحكم في لعبة كرة القدم، غير انه يدير لعبة فكرية، الكرة فيها هي الكلمة"، ذلك لأنه أراد من الجميع أن يحترموا عقولهم ولا يفكروا بنفس الطريقة التي يفكر بها غيرهم. أما عن انشقاق هذه الفرق عن الأصل، هذا الانشقاق الذي يعتقد بعضهم أنه أول انشقاق مذهبي حدثت في الوحدة الإسلامية، فيرى الدكتور قاسم أنه أول تفعيل للعقل الإسلامي في حرية التفكير وأول تحد في تناول الممنوع لما يعدّ مقدسا، وجعله مسموحا في إخضاعه للمنطق. ويعني هذا أن هناك توظيفا محكما للتحليل النفسي العميق بغية الوصول إلى إجابات لكل تلك الأسئلة الشجاعة والمستفزة والمثيرة للفضول؛ التي انضوى عليها البحث؛ الذي أرى أنه أسلوب جديد خارج المألوف يهدف الوصول إلى النهايات السائبة التي أقلقت الوجود العربي والإسلامي منذ قرون طويلة، ووضع النقاط بعدها).

 وفي مقدمته التي عنونها (ليست مقدمة انما رؤية شخصية) للكاتب والصحفي زيد الحلي ، فقد جاء فيها :( قرأت مسودة الكتاب ، بتمعن ، فوجدتُ فيها ، طرحا موضوعيا ، ومهما لقضية حساسة ، مزج فيها الماضي بالحاضر بأسلوب شائق ، حيث اختزل المؤلف ، وهو ضليع في تطويع الحرف ، نتيجة ممارسته الطويلة في الكتابة ، ما اراد ايصاله الى المتلقي بيسر وسهوله ، وهذه احدى حسنات المفكر الذي لا يتعالى على قارئه، من خلال سطور، فيها غموض، تدفع القارئ الى النفور من متابعة القراءة، وبذلك يخسر الكاتب جمهوره ، مثلما يخسر القارئ فهم الفكرة التي اراد ايصالها الكاتب. ولقد استند ، د. قاسم على القاعدة الذهبية " ما قل و دل  " اي إيراد أكبر كمية من المعاني بأقل الكلمات .. ولقد وجدتُ حين اعدت قراءة مسودة الكتاب مرة ثانية وثالثة ، ان الخوض في تفاصيل ما جاء في الكتاب ، بمقدمة قد تبتعد عن هذه الجزئية او تلك، ربما يفقد متعة القراءة الحيادية من القارئ ، لذلك اقتنعت ان الابتعاد عن مضمون فكرة الكتاب ، هي الوسيلة الانجح لجعل افكار د. قاسم تنثال بهدوء الى القارئ ، دون رأي مسبق ، لاسيما ان الكتاب شاسع المدى في فكرته ، وتصديه لظاهرة معاشه حاليا في المجتمع ، لكنه كثيف في عدد صفحاته).

واما الدكتور حميد الخاقاني الذي عنون مقدمته ( في ثقافة السؤال والتساؤل) فأنه استهلها بقوله ( ان دراسة الدكتور قاسم حسين صالح هذه، شأن دراسات وكتابات أخرى له كثيرة، تمضي بقارئها إلى الخروج على نظامٍ معرفِيٍّ وتربويٍّ  تراتُبيّ، وعلى منظومة فكرية واجتماعية وسياسية قوامُها التَلَقِّي والتلقين والطاعة والإبقاءُ على "ثقافة!" الثوابت، ومواصلة الدَورانِ حول النفس وقوفاً في سراديب الماضي، دونما اعتبار لحركة الحياة وتحوُّلات الزمان وتغيراته. منظومة تقتاتُ، في الغالبِ، على رؤيةٍ مَسطريةٍ أحادية النظرة للكون وحركته وللإنسان كذلك. و"ثقافة!" الثوابت هذه هي، في جوهرها، ثقافةُ إتباع وتقليدٍ يترّبَّعُ على قمةِ هرَمِها إمّا مُرشِـدٌ غيرُ رشيدٍ غالباً، أو مرجعٌ أعلى أو ولِيٌّ فقيه أو أيديولوجيٌّ، وجميعُهم يرى فيه الأتباعُ عارفاً بمعارف وعلوم الأولين والآخرين، وما سيأتي به المستقبل حتى نهاية هذه الدنيا!. وإعتمدَ الدكتور قاسم في دراسته هذه، الستراتيجيةَ التنويريةَ الهامة، في تقديري، وهي ثقافة السؤال والتساؤل وفلسفتُها عن هذه التيارات الفكرية الثلاث التي تناولَ فيها الدكتور قاسم في كتابه هذا أبرزَ مبادئها وما قامت به، جديرٌبأن يكون مدخَلاً وباعثاً لقارئه في توسيع معرفته بهذه الفرَق ومنظوماتها الفقهية والفلسفية والسياـ اجتاعية).

  اننا اذ نبارك للدكتور قاسم صدور كتابه السابع والخمسين هذا، نرجو ان يكون في متناول المفكرين العراقيين ،ونقترح على فضائية الشرقية عقد ندوة يشارك فيها مفكرون عراقيون من اتجاهات وأيديولوجيات متنوعة.

                                *


مشاهدات 168
أضيف 2025/01/25 - 12:32 AM
آخر تحديث 2025/01/26 - 9:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 524 الشهر 12615 الكلي 10292580
الوقت الآن
الأحد 2025/1/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير