تركيا تتعهّد بتأمين الحدود بعد إستشهاد منتسبين عراقيين قرب باطوفة
بغداد وأنقرة تشدّدان على التنسيق الأمني وتحقيق تقدّم في طريق التنمية
بغداد - قصي منذر
بحث وزير الخارجية فؤاد حسين، مع نظيره التركي هاكان فيدان، الذي وصل العاصمة بغداد امس، في إطار تعزيز التعاون الثنائي، وفتح آفاقًا جديدة من الشراكة الاستراتيجية التي تستهدف خدمة مصالح الشعبين الجارين. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (حسين استقبل نظيره التركي في مبنى الوزارة ببغداد)، وأضاف ان (الزيارة تأتي في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكة بين العراق وتركيا بما يخدم مصالح الشعبين الجارين). وقال حسين خلال مؤتمر مشترك مع نظيره التركي أن (العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا جيدة، وقد ناقشنا كيفية تطويرها بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى بغداد)، وأضاف أن (هناك مجالات واسعة للعمل المشترك مع تركيا في القضايا الاقتصادية والسياسية)، وتابع انه (تم مناقشة الظروف المحيطة بين البلدين، ولاسيما في ما يتعلق بالتعامل مع الوضع في سوريا، والتواصل المستمر مع الإدارة الجديدة في دمشق)، ولفت الى (بحث الوضع الأمني ووجود داعش على الحدود، حيث سيتم عقد اجتماعات متعددة بين الجانبين للتباحث بشأن ملفات المنطقة ومحاربة الإرهاب). من جانبه، أكد فيدان ان (اللقاء مع نظيره العراقي تناول القضايا الإقليمية، ونحن نعد العلاقة مع العراق استراتيجية)، وأضاف (كلما نال العراق الأمن والاستقرار، سينعكس ذلك إيجابياً على تركيا)، وتابع (نحن نعمل على تنفيذ مشروع طريق التنمية، ونسعى للمساهمة في جميع المشاريع المتعلقة بالتنمية)، مؤكدا (أهمية التنسيق الأمني بين البلدين، ولاسيما في ما يتعلق بمكافحة داعش وحزب العمال)، ومضى الى القول (تطرقنا إلى المسائل الخلافية الاقليمية التي يجب أن لا تؤثر على أمن البلدين). وتعهّدت تركيا، العمل على نحو وثيق مع العراق لتأمين الحدود المشتركة للبلدين، عقب استشهاد عنصرين من حرس الحدود العراقيين في إطلاق نار نُسب إلى حزب العمال الكردستاني. وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان أمس إن (عنصرين في حرس الحدود استشهدا قرب الحدود التركية)، وأضاف ان (ذلك جاء أثناء قيام قوات الحدود العراقية بواجبها في تأمين الشريط الحدودي العراقي التركي في ناحية باطوفة التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك، حيث تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر تنتمي إلى حزب العمال الكردستاني المحظور). ويخوض حزب العمّال الكردستاني منذ عقود تمرّدا ضد الدولة التركية، وله مراكز عدة في إقليم كردستان، الذي يستضيف أيضا قواعد عسكرية تركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي في منشور على منصة إكس (نشعر بحزن عميق لاستشهاد عنصرين في حرس الحدود بسبب الهجوم الذي نفذه حزب العمال)، ولفت الى انه (من الواضح أن حزب العمال يشكّل تهديدا للأمن القومي لتركيا والعراق وينتهك سيادة العراق)، مؤكدا (سنواصل مع العراق مكافحة الإرهاب). وجاء الهجوم قبل يوم من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي إلى بغداد.ويُعدّ هذا الاشتباك غير مألوف بين قوات الأمن العراقية وحزب العمال. وكان مسؤول في حرس الحدود قد اوضح في وقت سابق، عن حدوث إطلاق نار واشتباك بين عناصر عراقيين وعناصر من حزب العمال. وأكّد المتحدث باسم مديرية صحة قضاء زاخو أمير علي (تسليم الجثتَين لعائلتيهما، في ما المصاب حالته مستقرة ويتلقى العلاج). ويضم الإقليم منذ 25 عاما قواعد للجيش التركي الذي يشنّ عمليات برية وجوية ضد المقاتلين الأكراد. وفي آذار 2024 عقب زيارة قام بها مسؤولون أتراك كبار للعراق، اعتبرت بغداد (حزب العمال منظمة محظورة). وتطالب تركيا، حكومة بغداد بالمشاركة في مكافحة الحزب أكثر من أي وقت مضى. وفي منتصف آب الماضي، وقّع البلدان اتفاق تعاون عسكري يتعلق بإنشاء مراكز قيادة وتدريب مشتركة كجزء من الحرب ضد حزب العمال.