الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مصرع الملك غازي في مذكرات الدكتور عماد عبد السلام رؤوف

بواسطة azzaman

مصرع الملك غازي في مذكرات الدكتور عماد عبد السلام رؤوف

هيثم عبد السلام محمد

 

كتابة المذكرات فن جميل ورائع ، وليس كل كاتب يحسنها ، فالبعض يغرقها بالتفاصيل المملة وغير المهمة ويسطر كل شاردة وواردة ، وقلة قليلة من تحسنها ، وتخرج من قرأتها بحصيلة معرفية جيدة .ومذكرات الدكتور عماد عبدالسلام « ت   2021م « رحمه الله تعالى وطيب ثراه التي نشرت في سنة 2022م من دار دجلة في الأردن ، كتبت بشكل جميل وفيها أخبار ومعلومات ثرة عن بغداد وأهلها لان جهوده العلمية كانت منصبة عليها فعرف بمقابرها وولاتها وشيوخها وقصة كل كتاب كتبه ، واي الاعمال التي لم يستطع أكمالها ، وما السبب .

وقصة مقتل الملك غازي « ت 1939م « رحمه الله تعالى احدى هذه القصص التي كادت ان تتحول الى كتاب ، فقد ذكر في مذكراته أنه التقى بالمرافق الاقدم للملك غازي وشجعه ان يكتب ما عنده من معلومات لانه وجده يحتفظ بشهادات عيان بالغة الدقة عن مصرع الملك تؤكد انه أغتيل اغتيالا ولكنه يقول : « ولما عدت اليه في داره في حي القادسية ببغداد ، لاسجل هذه الشهادات وجدته ينكرها بالكلية ، بل يدعي جهله بالحادث كله ، وعبثا أخبرته انه لا باس عليه وقد مضى أكثر من أربعين حولا على الحدث « الا ان المرافق تملكه الخوف ولم ينطق بكلمة بعدما أباح في السابق عن مقتل الملك ، مما جعله يصرف النظر عن كتابة هذه المذكرات .

صائدي الفراشات

والقصة الأخرى تتحدث عن اكتشاف مذكرات الدكتور صائب شوكت طبيب الملك فيصل الأول وهي تشبه قصص الف ليلة وليلة ، اذ تم العثور عليها عن طريق صديق للدكتور عماد أشترى « مزهريتين « من بائع أنتيكات فوجد فيها لفافة من الورق ، فقام بتصوير المذكرات وقرأها بشكل متأن وقد تيقن أنها لطبيب الملك ، ومما وجده فيها عن مصرع الملك غازي انها كانت أغتيالا مدبرا ، وان أثنين من صائدي الفراشات الإنكليز كانا موجودين في مكان ارتطام سيارة الملك بالعمود الذي أودى بحياته قبل الحادثة بيوم واحد ، فالعمود كان جديدا ونظيفا اذا ما قورن بسائر الاعمدة على الطريق الذي سلكه ، وليس هذا فحسب ما وجده بل  فيها ان الملك فيصل الأول «ت 1933م « رحمه الله تعالى لم يكن يشكو من آلام تستحق تسفيره الى خارج العراق ، وانه يقرر ذلك بصفته طبيبه الخاص ، وحينما ذهب لرؤية الملك كالعادة منع من الدخول اليه بحجة ان الملك لا يريد رؤيته ، وان الذي منعه هو الطبيب السوري أمين رويحة ، لذا ان وفاته المفاجئة لم تكن مبررة طبيا ، وعلى الرغم من دقة وصحة هذه المذكرات الا أن زوجة الدكتور صائب شوكت أنكرت المذكرات كلية ، ومما يؤسف له ان الدكتور عماد لم ينشرها ، ولم يبين سبب ذلك ، ولو نشـــــــــرت  مثل تلك المعلومات الدقيــــــــقة لكانت غيرت الكثير من الآراء ودحضت كثيرا من الحجج الباطلة حول الحدث .

 


مشاهدات 157
الكاتب هيثم عبد السلام محمد
أضيف 2025/01/26 - 3:10 PM
آخر تحديث 2025/01/29 - 1:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 28 الشهر 13973 الكلي 10293938
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير