مكسب تشريعي أم ترفيه إنتخابي؟
جواد العطار
اصدار البرلمان لثلاثة تشريعات في وقت واحد نهاية الاسبوع الماضي ، يعتبر انجاز يحسب له على ما يبدو ، لكن لماذا هذا اللغط والحديث والدعاوى لاقالة رئيس البرلمان!!! على خلفية تمريره القوانين في وقت واحد ؟.
من مراجعة بسيطة للقوانين الصادرة سنجد ترتيبها على النحو التالي:
1. قانون العفو العام: مطلب الكتل السنية منذ عشرة سنين او اكثر.
2. تعديل قانون الاحوال الشخصية: مطلب بعض القوى الشيعية في الاطار التنسيقي.
3. قانون اعادة العقارات في كركوك: مطلب الكتل الكردية.
من الجيد ان يكون البرلمان ملبي لمطالب كل مكونات الشعب العراقي الممثلة فيه وفقا لنتائج صناديق الاقتراع والعملية الديمقراطية... لكن بشرط أن تكون هذه التشريعات الصادرة تعبر عن حاجة حقيقية ومطلب شعبي ، لا ان تكون مطلب سياسي او ترفيه انتخابي تكسب به بعض القوى مزيدا من أصوات الناخبين.
ان القوانين والتشريعات الثلاث الصادرة مختلفة تماما في مضامينها لذلك ليس هناك جدوى من طرحها بسلة واحدة والتصويت عليها سوية الا اذا كانت القوى المشكلة للبرلمان لا تثق واحدة بالاخرى وتخشى ان يمرر قانون ويعرقل الاخر... وهذا وارد جدا مع قوى تسعى للكسب السياسي والانتخابي والبقاء في السلطة لاطول فترة ممكنة على حساب القوى الاخرى من خارج البرلمان ، لذلك يفترض تضمين النظام الداخلي للبرلمان مادة تمنع التصويت على القوانين بسلة واحدة؛ وان كان هذا موجودا في المادة 137 من الفصل السادس عشر الخاص بالاجراءات التشريعية من النظام الحالي الى انه يحتاج الى توضيح اكثر.
ان هذا الكسب مؤقت وزائل ولن يبقى في ذاكرة الناخب إلى يوم الاقتراع ، وعلى القوى البرلمانية الحالية تغليب مصلحة المواطن في سلوكها البرلماني على غيره من المصالح والابتعاد عن السلال القانونية لانها اول ما تضر هو من يصوت عليها.