لمن نقرع الأجراس؟

تكريم مميّز وعتاب كبير

هاشم حسن التميمي

كثيرة هي  منظمات المجتمع المدني وقد يصل تعدادها بضعة الاف لكن الفعال منها والمؤثر على اصابع اليد ولانجامل او نتزلف حين نشير لمؤسسة خطى التي اثمرت وابدعت على رغم من عمرها الصغير  وامكانياتها المتواضعة  فانجزت الكثير واثارت فعاليتها الاخيرة في ديالى الفرح والشجن في ذات الوقت.

 احتضنت  الخميس الماضي وبحضور نخبة كبيرة من اعلام الفكر والادب والصحافة  والفنون جامعة بلاد الرافدين الاهلية في ديالى وهي صرح معماري جميل واسع الارجاء واعد بما هو مميز من معارف وتخصصات تقودها سيدة فاضلة وذكية… اشتملت الاحتفالية كما اعتادت مؤسسة خطى تكريم مجموعة شخصيات من رواد الثقافة والصحافة والفنون والاداب…  في المحافظات العراقية لرفع الحيف والنسيان عن مبدعين رسموا الابتسامة والامل على شفاه الملايين وتسعى المؤسسة عبر اتصالاتها المكوكية وجهدها وعلاقاته لاشراك  السادة المحافظين ومجلس المحافظة في هذه الفعاليات ليوسم  التكريم برموز الحكومة المحلية تجسيدا ليس لاهتمامها بهذه النخب  فحسب بل للتاكيد على مستوى  عمق ثقافة وتفكير من يدير مجتمعاتنا المحلية بالفكر والثقافة قبل الاسناد العشائري والسياسي والطائفي…

وحين حط الرحال الدكتور علاء   الحطاب ممثل خطى في  مكتب المحافظ عارضا فكرته التي وجدت كل التفهم في المحافظات الاخرى من البصرة الى نينوى…وبعد ابداء الموافقة  وعند اقتراب موعد الحفل تخلى المحافظ الشمري عن فكرة التكريم لعشرة رواد وهي لاتكلف واحد بالمية من حفل ترويج انتخابي  ولعل تكريم بلوكر  متعفنة يعادل تكريم الف  مبدع لكن استذكار الرواد سيكون له في النفوس وعند الراي العام صدى  كبير وسيمحو      مشاعر التهميش ونكران الجميل. ويحفز الاجيال على العطاء والتمسك بالقيم النبيلة التي غرسها الرواد…ويسلكون ذات الدرب…

الحفل اقيم في موعده وبرعاية رئاسة جامعة بلاد الرافدين وانطلقت قلوب المكرمين قبل افواههم بتقديم الشكر والامتنان لخطى وبلاد الرافدين …والعتب الشديد بل المرير نال المحافظ ومجلس المحافظة ليس لامتناعهم عن التكريم بل لغيابهم او من يمثلهم في الحفل مثلما يتسابقون لاستقبال المسؤولين والسياسيين والمتنفذين … وربما تسابقوا للحضور لوكانت لهم مواقف مشهودة في رعاية الفكر والثقافة لكن عقدة الذنب غيبتهم…

وشتان مابين مبادرة الجامعة وصاحبها  السيد اللهبيي وهو مستثمر ورجل اعمال لاينتمي  لعالم الثقافة لكنه يعرف اهميتها وقيمتها ففتح ابواب الجامعة لرموزها وشتان مابين  مبادرة اللهيبي وموقف الشمري المحافظ الذي يعرف لمن يفتح الابواب وبالتاكيد ليس لاصحاب الكلمة والابداع… واتمنى ان تصله كلمات العتاب من عشر ارواح مبدعة واقسم بالله بان صرختها لولا مشيئة الله لحولت اشجار البرتقال الى حنظل مر لايستطيع ان يحليه بعد ذلك الف محافظ… اتقوا الله بمثقفيكم  وتذكروا ماضيكم  وماضيهم ليرحمكم الله في الدنيا والاخرة.  وان العمل الكبير يبدأ بخطوة  واحدة ويصل  صداها لالف ميل  وتذكروا ان شيخ عشيرة من ديالى استضافة ذات مرة مهرجان المربد بكامله من مئات الادباء العرب. والاجانب   حتى صار لتلك المادبة ولرمان وبرتقال ديالى  وكرم ضيافته اشارات  في قصائد ومقالات  تصديقا لمقولة ( ثلثين الطك لاهل ديالى)  وحتى هذه المرة ما قصروا في ضيافتهم ومودتهم  وتجهيز جمهور خطى القادمين من بغداد بما لذ وطاب من برتقالها وليمونها  لمحو العتاب  واتاحة الفرصة لمبادرات قادمة. والمسامح كما يقول جورج قرداحي كريم ….. واخيرا نذكركم بتمثال العلامة الكبير مصطفى جواد. عند مدخل مدينة الخالص يقف وكانه متسول يعلو جسده الطين والغبار ويعبر عمليا عن اهمال المثقفين والمفكرين ليس في مدينة البرتقال بل في مدن العراق  كلها، وللاسف الشديد  فعسى ان يصحو مجلس النواب والسلطة التفيذية  لرعاية الابداع وصناع الحياة.

ولايصح الا الصحيح