بيتوا البقرات في مذود مظلم

ياسر الوزني

كان عنبر المشخاب طيب المذاق وكنا نحب من كربلاء رمانها ومن الدجيل تفاحها ومن البصرة تمرها ومن  ديالى برتقالها ولم تنتزع منا ضرائرها الأجنبيات عشقنا لها، وكانت مصانع التعليب والجلود وقصب السكر والزجاج تجمع أفضل الخبرات وتصنع أرقى المنتجات، وكنا نفتخر بعلامة( صنع في العراق) ومن حقنا أن نفرح بعد ذاك الفخر أذ تطورت سلعنا فصارت زوزو بنت الدربونة وحتحت كاسر ماعونة ، وكم فرحنا على زواج العروسين وهما من جنس واحد لاجنسين بل طربنا على شهادة ( زوجتك نفسي) في شريعة لم تمت لنا، وعلى وفق هذا المقام نهتم بفلانة حين نزعت الحجاب وأخرى شاركت في أفتتاح مطعماً للكبة والكباب ، ليس في كلامي جديد فمنه المزيد هذا لأن الحق لم يستطع أن يستنفذ ما للأنسان من طاقة وحين ذاك تبقى أحضان الباطل تلد ملايين الرذائل، قدلانجد ماهومشترك بين أخلاق الحاضر والماضي فقد حطمت الديمقراطية صور البلاد الجميلة وتلكأت صورتها القديمة،ملعونة كل ديمقراطية ليس فيها خصوبة المضمون ولاثراء في المعنى ،ملعونة كل ديمقراطية تزداد أنتفاخاً في السوء ولاتضيف إلابعداً بين الناس،ملعونة وكأنها لم تظهر نتائجها إلافي خيلاء الملابس الزاهية وعجلات البلوكرات الغالية وفلل أصحاب الكروش من الحلال خاوية، قد نعيش في حلقة مفقودة أوأحساس بنقص ما فلا نعلم ماذا أصابنا حتى كبونا وقد أفرغ كل يديه ولم يعد ما لديه دون أن يشعر بلذع الضمير أو يملك الأرادة ليغري من سلوكه حتى يفعل ما يعلم أنه خطأ وحتى يقول ما يعلم أنه كذب، من المؤسف أن القصة سوف تستمر حتى تاكل الهرة أبنائها ،رحم الله المطرب ستار جبار حين غنى مهضومة شدات الورد ياحمرة الشفة وطرزن چفافيجن حسن لو مرت الزفة  .