لمن تقرع الاجراس؟
بطل عراقي في غزة
هاشم حسن التميمي
ان صحت الاخبار ومقاطع الفديو عن طبيب عراقي شاب رفعته جماهير غزة فوق الرؤوس وهي تطوف فيه الشوارع تحتفي بوقف اطلاق النار وبهذا العراقي الذي عمل المعجزات لترميم اجساد الجرحى وانقاذهم من الموت والتشويه.
هذا البطل اسمه الدكتور محمد طاهر ابو رغبف الموسوي من اهالي النجف ومقيم في لندن وتطوع للعمل في مستشفيات غزة وهي تحت جحيم نيران التوحش الصهيوني يتنقل من مكان لاخر بين الجثث والدماء وتحت النيران معرضا حياته للخطر للقيام باشرف وانبل مهنة حولها البعض لتجارة واستثمار ويرسم هذا البطل صورة مشرقة لشجاعة وشهامة العراقي وتضحيته من اجل الاشقاء ويصنع معجزات خيالية بعضها تتبعناها في رواية فرانكشتاين في بغداد للسعداوي عن مجنون في البتاويين يجمع الاشلاء لاستكمال جثة ادمية…ويقال ان الموسوي استقبل طفلة مبتورة اليد اسمها مريم فطلب من ذويها على وجه السرعة العودة لمكان الحادث لايجاد اليد المقطوعة تحت الانقاض وفعلا وجدها واعادها المبدع العراقي لمكانها في عملية شاقة وصعبة وشبه مستحيلة لدقتها لاتنجز الا في مستشفيات الدرجة الاولى…
وتذكرنا هذه الحادثة بابداعات الجراح العراقي علاء بشير الذي اعاد لعامل اجنبي كفه المقطوعة ونجح في ترميم اصبع صحفي عراقي اصبح اليوم مشغولا و من مشاهير السويشل ميديا وتناسى اصدقاءه….
تناقلت وكالات الانباء والاعلام وفي مقدمتها الجزيرة ووسائل التواصل الاجتماعي اخبار هذا البطل العراقي الذي اجرى المئات من العمليات الجراحية الدقيقة ببدلته السماوية المطرزة على الصدر بالعلم العراقي. وحين رفعته الجماهير فوق الرؤوس رفعوا معهم العلم العراقي ليحلق في سماء الانسانية نجما عراقيا اكثر شهرة ونبلا من كل نجومنا المعروفين في المجالات كافة ولم يرتقوا لمثل هذا الموقف الشجاع…
لوكنت صاحب قرار لعملت نصبا تذكاريا يخلد مآثر غزة من خلال هذا العراقي الشهم واضعه قرب مدينة ال
طب ووزارة الصحة وامنحه اكبر تكريم واعرف بعائلته الكريمة واسم مدينته التي تناست ذكرها كل وسائل الاتصال لغاية في نفس يعقوب… واقصد التنكر لتضحيات العراقيين للاشقاء..
وللاسف حكومتنا مشغولة بتكريم البلوكرات ومنحهن جوازات دبلوماسية ومعالجة سيولة الرواتب وجلها للحيتان والنواب ، يجتهدون بالتمادي في نهب المال العام وبعد ان انتزعوا استحقاقات الوزير يسعون لاقتناء احدث السيارات من المال العام وهنالك مدارس من طين ومستشفيات بدون دواء…. تمنينا ان ننشغل رسميا وشعبيا بهذا الحدث الكبير ونقيم استقبالا مهيبا لهذا الجراح وللطفلة الفلسطينية ونستثمر الحدث اعلاميا ولاعادة التذكير بالقيم الانسانية لمهنة الطب وبالمواقف الوطنية والمبادرات المهنية .
هكذا هو العراق فيه ابطال في غزة ويكدحون بشرف في كل مدن العالم وفيه ناس تنام لبعد الظهر وتختلس( قانونيا ) المليارات بدون وجه حق او احياء..!
واخيرا يا نجوم الاعلام و يا شباب السوشيل ميديا اين انتم؟ الا يستحق هذا البطل العراقي ان يكون ترند هذا العام وكل عام بدلا من اغراقنا بسخافات وتصريحات اللصوص والحمقى والمتاجرين بالقضية وبالاخبار المزيفة والكاذبة المحبطة؟