الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللهم أعنا لعمل الخير

بواسطة azzaman

اللهم أعنا لعمل الخير

عبد المحسن عباس الوائلي

 

كل منا يعرف الخير والشر وعمل الخير أسهل بكثير من عمل الشر، فالوفاء والاخلاص والتسامح هي من الصفات الجيدة التي أمرنا فيها ديننا الحنيف وكل الرسل والانبياء وخاتمهم نبي الرحمة محمد (ص) معلم لكل الانسانية.. وكذلك نجد أقوالا لأدباء أجانب كالأديب ليوتولستوي حيث قال «أعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبة واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا اصدقائك».. لذا أقول أن الحب والاخلاص والوفاء الصدق الضمير الحي صفات مفقودة لكنها موجودة في المجتمع وأن روح الاخلاص والوفاء هي التضحية للمخلص الوفي الذي يحبك بصدق ولا يخونك ومهما تكلمنا عن الوفاء لا نصل الى معناها الحقيقي، ووصف الوفاء هو نغمات تتراقص على اوتار القلوب بخفة تتسلل من منافذ الروح بمنتهى الرقة والاحساس العظيم ولا يستطيع الجميع ان يفهمها والوفاء هو بطاقة وجدانية سامية تفتح المجال للشعور بالحب والثقة بيننا وبين الاخرين وتجعلهم ينشدون المثالية في التعامل، مثالية تصحبها حساسية مرهفة نحو ادنى تقصير والوفاء هو بحر الاخلاق والصفات الحميدة لا غدر ولا خيانة امواجه خيوط الاخلاص والود والمحبة الطيبة وهو المحافظة على العهد وعلى العطاء والتسامح من اجل الاخرين دون مقابل او حدود وحديثنا هذا لا يشمل شخصين فقط بل حب الوطن والاخلاص لمقدساته، يا أيها العراقيين ايها العرب يا اهل الوفاء يا اهل الاصل يا اهل الطيب اهل القلوب النادرة والوفية فيكم الوفاء والطيب والتسامح، ويعتبر التسامح احد المبادئ الانسانية وما نعنيه هنا هو مبدأ التسامح الانساني كما ان التسامح في دين الاسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل ارادتنا، وهو ايضا التخلي عن رغبتنا في ايذاء الاخرين لأي سبب قد حدث في الماضي، وهو رغبة قوية في أن تفتح اعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من ان تحكم عليهم وتحاكمهم او تدين احدا منهم.. والتسامح مفهوم يعني العفو عند المقدرة وعدم رد الاساءة بالاساءة والترفع عن الصغائر، والسمو بالنفس البشرية الى مرتبة اخلاقية عالية والتسامح كمفهوم اخلاقي اجتماعي دعا اليه كافة الرسل والأنبياء والمصلحين لما له من دور وأهمية كبرى في تحقيق وحدة وتضامن وتماسك المجتمعات والقضاء على الخلافات والصراعات بين الأفراد والجماعات.

والتسامح يعني احترام ثقافة وعقيدة وقيم الاخرين، وهو ركيزة اساسية لحقوق الانسان والديمقراطية والعدل والحريات الانسانية العامة، وليس التسامح فقط من أجل الاخرين، ولكن من أجل أنفسنا وللتخلص من الاخطاء التي قمنا بها، والاحساس بالخزي والذنب الذي لازلنا نحتفظ به داخلنا، التسامح في معناه العميق هو ان نسامح أنفسنا، فمن هذه الناحية نرى كم هي عظيمة تلك النفوس المتسامحة التي تنسى اساءة من حولها، وتظل تبتلع حماقاتهم واخطائهم، لا لشيء سوى أنها حبهم حبا صادقا يجعلها تعطف على حماقاتهم تلك.

 وتضع في اعتبارها انه لا يوجد انسان معدوم الخير، ولكن يحتاج الى مخلص يبحث عن ذلك الخير فهي تعذرهم، لأنها تضع في اعتبارها ان من يسيء لغيره قد يعش ظروفا صعبة أدت به ان يسيء لمن حوله، لكنه لا يجد من يعذره ويتسامح عن زلته، فالتسامح قد يقلل كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الأقران والأحبة  لسوء الظن، وعدم التماس الاعذار، فقد يكون شخص ما صديقك واخا لك، ولكن لتصرف صدر منه خطأ قامت الدنيا ولم تقعد، وبدأ الشيطان يوسوس لابد بأنه فعل كذا لأنه يريد كذا.

 او قال كذا يقصد كذا، وهو لم يقل تلك الكلمة لشيء ولا لسبب، انما خرجت منه دون قصد، لذلك نقول انه علينا ان نزن كلماتنا قبل أن تخرج لأن الكلمة رصاصة إذا خرجت لا تعود، وحتى تكون نفوسنا عظيمة كتلك النفوس صافية شفافة لا تعرف الاحقاد، كالزجاجة تشف عما بداخلها لأنها لا تحوي سوى الحب والاخلاص، تلك النفوس حقا هي التي تستحق أن تقدر وتحترم، فهي تأسر القلوب بسرعة ولأول وهلة لأنها صدقت مع الله ثم مع نفسها وبالتالي مع جميع الخلق..

لذا تراها عاشقة آمنة مطمئنة في الدنيا وثوابها بالآخرة أكبر.. حيث ذكرت في القرآن الكريم ونحن نقرأها وتتحدث بها ويا أسفي لم نطبقها، لذا يكون عذابنا اكثر واكبر ورحمة الله واسعة.. اللهم أعنا على أنفسنا.


مشاهدات 553
الكاتب عبد المحسن عباس الوائلي
أضيف 2023/12/20 - 4:00 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 10:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير